في خضم التطورات التي تشهدها المفاوضات النووية في فيينا بين ايران والقوى الدولية وتصاعد التصريحات الصادرة عن الكيان الصهيوني المؤقت بالغضب من حصول الاتفاق وخيارات صهيونية اخرى و ماشابه، انطلقت يوم أمس في عموم الجغرافيا الايرانية مناورات بمشاركة 150 طائرة مسيرة مقاتلة وانتحارية واستطلاعية تحاكي حالة شن الهجوم وكذلك الدفاع امام طائرات معادية افتراضية تتسلل الى اجواء البلاد.
لا شك بان الطائرات المسيرة باتت تشكل اليوم تغييرا جذريا لاساليب الحرب، فهذا السلاح أدرك الجميع أهميته وطورتها ايران بشكل كبير ووصل الامر الى ان يتحدث المسؤولون الاميركيون عن طلب روسي لايران لتزويدها بمثل هذه الطائرات.
وللكيان الصهيوني ايضا قصة مع هذه الطائرات المسيرة الايرانية، ففي السنوات الماضية كان الاميركيون والصهاينة هما الجهتان الوحيدتان تقريبا في الاستخدام الواسع لهذا السلاح لكن الان قد وصل الامر بان يعتبر قائد القوات الاميركية الارهابية في المنطقة (سنتكوم) بأن الجيش الاميركي ولاول مرة منذ الحرب الكورية بات يقاتل في الشرق الاوسط من دون تفوق جوي بسبب الطائرات المسيرة الايرانية.
تقول دراسة لـ “معهد أبحاث الأمن القومي” التابع لجامعة تل أبيب الصهيونية نشرت قبل ايام قليلة ان “برنامج الطائرات بدون طيار الإيراني، هو التهديد المحتمل الأكثر خطورة على إسرائيل، ففي السنوات الأخيرة، أظهرت إيران جرأة كبيرة في ما يتعلق بهجمات الطائرات بدون طيار على أهداف في الشرق الأوسط (من بينها استهداف سفن إسرائيلية)، وفي الوقت ذاته، فهي تساعد الجهات التابعة لها في مختلف المجالات وتنقل المعرفة لتطوير هذه الترسانة”.
اذا، الكيان الصهيوني يعتبر الطائرات المسيرة الايرانية أخطر تهديد عليه، والان تجري ايران مناورات بهذا السلاح، وبمعنى اوضح ان هذه المناورات بالاضافة الى ضرورتها للتدريب والتمرين ورفع المستويات التشغيلية وغيرها هي رسالة ايضا للطرف الأكثر خوفا منها، أي الكيان الصهيوني المؤقت.
وقد أوردت صحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية قبل 3 اشهر أن عدد الطائرات المسيرة الهجومية الايرانية التي يتعدى مداها 2000 كيلومتر هو 40 ألف طائرة، وبامكانها قصف الاهداف في هذا الكيان.
ولا يقف الخوف والهلع الصهيوني عند هذا الحد، حيث يتعالى صراخ الصهاينة مما وصفوه قيام ايران بنقل تكنولوجيا الطائرات المسيرة الى قوى محور المقاومة في المنطقة كاليمنيين وحزب الله والمقاومة الفلسطينية والحركات الاسلامية في العراق .
وفي شهر مارس الماضي وعقب انعقاد اجتماع النقب الذي شارك فيه وزراء خارجية 4 دول عربية بالاضافة لوزيري خارجية اميركا والكيان الصهيوني قال موقع “بريكينغ ديفينس” الاميركي نقلا عن مصدر عسكري صهيوني ان من بين القضايا التي نوقشت في النقب كان تزويد كافة الدول المشاركة في الاجتماع بالمعلومات الفورية والمستمرة لتحليق الطائرات المسيرة الايرانية من اجل اعتراضها بشكل أفضل وأسهل.
لقد قال المتحدث باسم مناورات الطائرات المسيرة في ايران الادميرال سيد محمود موسوي اليوم الخميس” في هذه المرحلة من التمرين ، استهدفت طائرات بدون طيار الاهداف المقصودة في المنطقة العامة للمناورات، والتي تضمنت أهداف محاكاة لمراكز القيادة والسيطرة للعدو ومخازن الوقود وملاجئ العتاد والمنظومات الرادارية والصاروخية واماكن تجمع القوات، حيث أصابت بدقة تلك الاهداف .
ويستشف من تصريحات الادميرال موسوي ان هذه المناورات كانت محاكاة لضربة هجومية وان الصور المنشورة عن مسرح المناورات تثبت بأن استخدام مسيرات كرار وكمان ومهاجر وأبابيل، وجميعها بعيدة المدى، جرى للتدريب على ضرب مواقع بعيدة جدا، وهذه رسالة موجهة الى من يهمه ألامر .
بقلم: فريد عبدالله
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال