أعلنت وزارة الدفاع السعودية، الخميس الماضي، إن “مناورات التمرين الجوي المشترك والمختلط “طويق 3″ قد انطلقت في قاعدة الأمير سلطان بن عبد العزيز الجوية بالقطاع الأوسط، بمشاركة 10 دول عربية وصديقة”.
وأشارت وزارة الدفاع إلى أن تمرين “طويق 3” يهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات ورفع المستوى التدريبي في تخطيط وتنفيذ مهام النقل الجوي التكتيكي، ورفع الجاهزية العملياتية؛ لتنفيذ مهام الإسقاط الجوي التكتيكي.
وفي يونيو 2021، أقيمت مناورات “طويق 2” الجوية المشتركة في قاعدة الأمير سلطان الجوية بالقطاع الأوسط في المملكة العربية السعودية، بمشاركة خليجية واسعة.
وقاعدة الأمير سلطان الجوية هي قاعدة عسكرية سعودية جوية، تقع في جنوب شرقي مدينة السيح عاصمة الخرج الإدارية.
مما لا شك فيه أن هذه المناورات تحمل طابعاً استعراضياً لا غير، الأمر الذي ثبت خلال سنوات العدوان على اليمن والتي شهدت آلاف الاعتداءات الجوية السعودية العشوائية على مختلف أنحاء هذا البلد، اعتداءات أكدت ضعف السعودية الجوي وعدم جدوى طلعاتها الممتدة منذ عام 2015.
هذا الفشل السعودي الجوي وضع الرياض في حرج شديد خلال عدوانها على اليمن، اذ لم تحقق أي انتصارات تذكر في الجانب العسكري وخاصة الجوي بل إن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ارتكب أبشع الجرائم في اليمن حيث عمل هذا التحالف السعودي عبر طياريه المرتزقة على تدمير المنشآت المدنية وقتل الأبرياء فقط وتسبب في مأساة في اليمن.
بالمقابل فقد حقق الجيش اليمني العديد من الانتصارات في مواجهة العدوان السعودي، لهذا يمكن القول إن المناورة العسكرية الأخيرة التي قامت بها السعودية استعراضية ومحاولة بائسة للتأثير على الوضع في اليمن.
وفي هذا السياق يمكن الاستنتاج ان السعودية عادت من جديد للتأثير على سير المعارك في اليمن فقد سبق وخلال الأيام الماضية أن شهد موضوع اليمن العديد من الخلافات بين قوى التحالف السعودي.
وبذات السياق، لا يمكن إنكار أهم جانب يثبت أن هذه المناورات مجرد استعراض لقوى واهمة هو أن تاريخ السعودية حافل باستجلاب المرتزقة في حربها على اليمن وقد استخدمت طيارين مستأجرين في هذه الحرب. حيث تكشف التقارير الكثير من الحقائق حول حرب السعودية والإمارات في اليمن التي تخوضها الدولتان منذ عام 2015 عن استخدامهم لآلاف المرتزقة والشركات الأمنية سيئة السمعة أهمها «بلاك ووتر».
موقع «لوبلوغ» – المعني بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة – أشار إلى أن الإمارات والسعودية يستعملان «جيشا خاصا من المتعاقدين» في حرب اليمن، وأن الإمارات نشطت منذ بداية الحرب في توظيف «مقاولين عسكريين» في اليمن وليبيا، نظرا لضعف قدراتها العسكرية الذاتية.
وأكدت صحيفة «إل تمبو» الكولومبية في أكتوبر 2016 أن أربعمائة عنصر من «بلاك ووتر» – بينهم كولومبيون وأمريكيون ومكسيكيون – يقاتلون في بعض الجبهات باليمن لمصلحة القوات السعودية، وأن بعضهم قتل بالمعارك خاصة في تعز.
وإضافة لمعارك الخارج، فإن عددا من عناصر الشركة انتقلوا من أبو ظبي للرياض بطلب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان – وفق تقرير لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
وقد ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية – في تقرير أواخر يوليو 2018- أن المملكة تستعين بمرتزقة من أمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا في حرب اليمن، وأنها تنفق نحو 5 مليارات دولار شهرياً على هؤلاء المرتزقة ضمن نفقات أخرى.
ورغم توسع اعتماد الرياض على الشركات الأمنية الخاصة وخصوصا “بلاك ووتر” في حربهما باليمن، ومليارات الدولارات التي صرفت، فإن حسم الحرب عسكريا يبدو بعيد المنال – وفقا لمعظم المحللين – في وقت يتواصل نزيف الدم اليمني ببنادق المرتزقة أو بغيرها.
كذلك كشف تحقيق لصحيفة “واشنطن بوست “أنّ “15 جنرالاً أميركياً متقاعداً عملوا بأجر كمستشارين في السعودية لدى وزارة الدفاع.
ووفقاً للوثائق، فإنّه من بين مستشاري السعودية الذين يتقاضون رواتب: الجنرال المتقاعد في مشاة البحرية ومستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما جيمس إل جونز، والجنرال المتقاعد في الجيش كيث ألكسندر، الذي قاد وكالة الأمن القومي في عهد أوباما والرئيس جورج دبليو بوش.
وكشفت الوثائق أنّ “من بين الآخرين الذين عملوا كمستشارين لدى السعودية، منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي، جنرال متقاعد من القوات الجوية من فئة الأربع نجوم، وقائد سابق للقوات الأميركية في أفغانستان”.
وأشارت إلى أنّ “معظم الموظفين الأميركيين المتقاعدين عملوا كمقاولين مدنيين للسعودية والإمارات وغيرهما من دول الخليج الفارسي، حيث لعبوا أدواراً حاسمة، وإن كانت غير مرئية إلى حد كبير، في تطوير جيوش هذه الدول”.
وفي السياق، قالت الصحيفة إنّ “حكومة الولايات المتحدة كافحت لإبقاء عمليات التوظيف سرية”، لافتةً إلى أنّها “حجبت لسنوات جميع المعلومات بشأن هذه الممارسات”.
وبحسب الـ”واشنطن بوست”، فإنّ “عملية تعيين أفراد عسكريين أميركيين متقاعدين بسبب خبراتهم ونفوذهم السياسي تسارعت خلال العقد الماضي، حيث تعزز بلدان الخليج الفارسي الغنية بالنفط الإنفاق الدفاعي، وعزّزت شراكاتها الأمنية مع البنتاغون”.
وذكرت الصحيفة أنّه “على سبيل المثال، استأجرت السعودية جندياً بحرياً سابقاً للعمل كمستشار للعمليات الخاصة مقابل 258 ألف دولار في السنة، وقدمت الإمارات كذلك حزم تعويضات سنوية تزيد قيمتها على 200 ألف دولار أميركي لطياري طائرات الهليكوبتر و120 ألف دولار لميكانيكيي الطائرات”.
ختاماً يمكن القول أن العدوان بتحالفه وأمواله ومناوراته الجوية وسلاحه المتطور، وما حظي به من دعم دولي دبلوماسي وغير دبلوماسي، فشل في النيل من طموح صنعاء في تحقيق استراتيجية التحرير الشامل لليمن، فالنجاح اليمني في المعنويات والحرب النفسية والقدرة العالية على سرعة التحشيد، والكفاءة العسكرية والقتالية تدريباً وتسليحاً، لمواجهة دول العدوان وارتفاع معدل العمليات الصاروخية وعمليات الدفاع الجوي وعمليات الطيران المسير، بما حملته من تطور في نوعية السلاح الدقيق على مستوى الصواريخ أو على مستوى الطائرات المسيرة واستمرار عملية التصنيع والتطوير جعل العدوان السعودي يعاني من الإرباك بسبب الهزائم المتكررة التي يتلقاها يومياً.
المصادر:
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال