من أسباب الهجرة العكسية من الأراضي المحتلة ضعف الفكرة الصهيونية والتدني الكبير في جودة الحياة 30

من أسباب الهجرة العكسية من الأراضي المحتلة ضعف الفكرة الصهيونية والتدني الكبير في جودة الحياة

استطاعت إسرائيل بصفتها كيانا غير شرعي تأسس عام 1948 البقاء على قيد الحياة في العقود الماضية لأسباب متنوعة غير أنها منذ بداية الألفية الثالثة، قابلت دائما تحديات وأزمات أضعفتها ووضعت بقاءها في هاوية من الغموض. وتُعتبر التغيّرات السكّانية والتحديات الديموغرافية، من بين المشاكل الأكثر حدة وعمقا بالنسبة للصهاينة والتي اجتاحت المجتمع الصهيوني وخلّفت فيه كوارث متعددة على مختلف المستويات.

وبعد 74 عاما على تأسيس الكيان المزيف، تشهد حاليا الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي كان من المفترض أن تكون أرض الميعاد للصهاينة، هجرة عكسية، حيث أفادت دراسة إسرائيلية بأن فكرة الهجرة من فلسطين المحتلة تنبع من تدهور الظروف الاقتصادية وإحباط الإسرائيليين من حل الصراع مع الفلسطينيين. وفي سياق متصل، اعترفت السلطات الصهيونية أيضا بأن تحقيق المُثُل الأعلى للصهيونية في أرض الميعاد باء بالفشل، بل شرعت إسرائيل تتنفس أنفاسها الأخيرة.

وعلى الرغم من أن الدعم الدولي للولايات المتحدة وأوروبا دفع اليهود في السنوات الـ 50 الأولى من عمر الکیان الصهيوني المزيف إلى الهجرة من أوروبا إلى فلسطين المحتلة، إلا أن التغيرات المتسارعة في مشهد الأراضي المحتلة وبدء الصراع العربي مع الكيان الصهيوني، خصوصا بعد تشكيل جماعات المقاومة، أثارت موجة من الخوف والإحباط بين المستوطنين الصهاينة، بلغت ذروتها بعد الخسارتين المتتاليتين اللتين مُني بهما الجيش الإسرائيلي امام حزب الله في لبنان عامي 2000 و 2006،  مما أدى إلى بدء جولة جديدة من الاشتباكات بين فصائل المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال. وحينها أجبرت الموجة المستوطنين الصهاينة على مغادرة المستوطنات المحيطة بقطاع غزة لأنهم كانوا مضطرين إلى قضاء الكثير من أوقاتهم في الملاجئ.

فضلا عن انعدام الأمن، يعد الفشل في تحقيق حلم توفير “الرعاية الاجتماعية” سببًا آخر جدير ذكره لزيادة الهجرة العكسية للصهاينة. وبحسب التقارير الرسمية لهذا الكيان، يقطن حاليًا ما يقرب من 750-850 ألف يهودي مع الجنسية الإسرائيلية خارج الأراضي المحتلة. ووفقا للاستطلاعات التي أجريت بهذا الخصوص، ثمّة عاملان هما “ضعف الفكرة الصهيونية” و “التدني الكبير في مستوى الأمن وجودة الحياة” من أهم أسباب الهجرة المعاكسة.

وفي عام 2014، نشرت القناة العاشرة الإسرائيلية أيضا نتائج استطلاع حول الهجرة العكسية من إسرائيل. ووفقا للاستطلاع، فإن أكثر من نصف مليون شخص مستعدون لمغادرة إسرائيل بسبب الظروف المعيشية السيئة، و50٪ من الأشخاص الذين يعيشون في الأراضي المحتلة يفكرون في تهيئة الظروف للمغادرة. كما أعلنت القناة أن 800,000 شخص غادروا إسرائيل بشكل دائم لحد الآن.

ووفقا للإحصاءات المنشورة بين عامي 2018 و2020، فإن أكثر من 50٪ من الشباب الصهاينة يفضّلون عدم العودة إلى الأراضي المحتلة بعد الانتهاء من دراستهم خارج فلسطين. وفي هذا السياق، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، فضلت أكثر من 40 في المائة من العائلات اليهودية أن يدرس أبناؤها خارج الأراضي المحتلة دون الرجعة إليها. وتظهر مجمل هذه الإحصائيات أن إسرائيل لن تعد بعد الآن مكانا آمنا للصهاينة والعديد من اليهود، ومثل هذا الكيان المزيف سينهار بنفسه قريبا في ظل الأزمات الراهنة.

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال