رغم أن استخدام مصطلح "معاداة السامية" من قبل الأوساط الصهيونية ومؤيدي إسرائيل لمواجهة الانتقادات في العقود الأخيرة لم يكن قليلاً، إلا أنه منذ عملية 7 أكتوبر وما تلاها من هجوم إسرائيلي على غزة وتصاعد الجريمة الصهيونية، تم تعريف الانتقادات الموجه للنظام وكل الاحتجاجات ضد تصرفات إسرائيل في غزة على أنها "معاداة للسامية" من قبل رجال الدولة الإسرائيليين ومؤيدي هذا النظام، وقد بُذلت جهود للحد من الانتقادات والاحتجاجات تحت مظلة مكافحة "معاداة السامية". وذلك على الرغم من أن النظام الصهيوني ارتكب مجازر بحق أكثر من 34 ألف امرأة وطفل مدني في غزة خلال الأشهر السبعة الماضية، ويواصل بشكل يومي تدمير الأماكن وفرض الحصار والجوع على الفلسطينيين الذين يعيشون في هذه المنطقة.[1]
قمع الطلاب الأمريكيين بذريعة مواجهة "معاداة السامية"
لقد رأينا في الأيام الأخيرة أن الطلاب في أكثر من أربعين جامعة أميركية وضعوا أهدافاً لحركتهم في دعم غزة ومعارضة جرائم النظام الصهيوني على أجنداتهم. وتسبب الطلاب الأمريكيون من خلال تنظيم مظاهرات واعتصامات حاشدة في النقاط الرئيسية لجامعات مثل نيويورك وساوث كارولينا وكولومبيا وتكساس وغيرها، في تعكير صفو الأجواء الدعائية لمؤيدي إسرائيل في البيئة الأكاديمية.
إن تشكيل جماعات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية واحتجاجها المستمر ضد سياسات واشنطن في حرب غزة، بالإضافة إلى إثارة قلق رجال الدولة الأمريكيين، أثار ذعر جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل ورجال الدولة الصهاينة، وتبذل الجهود لاستخدام ما يمكن لقمع المتظاهرين بوضوح واعتقالهم تحت عنوان "معاداة السامية". [2]
هنا الولايات المتحدة الإسرائيلية!
"الولايات المتحدة الإسرائيلية" هي عبارة يستخدمها المواطنون الأمريكيون هذه الأيام في الفضاء الإلكتروني؛ فالمواطنون الذين يريدون السخرية من قوة إسرائيل ونفوذها في العلاقات السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية يستخدمون هذه العبارة لأنه خلال الإبادة الجماعية المنظمة في غزة، لم تفرض الولايات المتحدة عقوبات قاسية ضد إسرائيل، بل تم تخصيص حزمة قدرها 17 مليار دولار لدعم نظام قاتل الأطفال هذا، والآن وصل الأمر إلى حد أن مجلس النواب الأميركي وافق يوم الأربعاء (23 أيار/مايو) على مشروع قانون ينص على تعريف "معاداة السامية" وسيتم تغييرها وسيتم وضعها على أجندة وزارة التربية والتعليم والسلطات ووكالات إنفاذ القانون، وكذلك قوانين مكافحة التمييز العنصري. [3]
ما هي مشكلة القانون الجديد؟
مشكلة القانون الجديد هي أن انتقاد النظام الصهيوني باعتباره "دولة" هو سبب كاف للاعتراف بشخص أو مجموعة على أنها معادية للسامية، لأن إسرائيل معترف بها كجماعة يهودية، في حين أن الكثير من الناس في العالم، وخاصة أتباع الديانة اليهودية يؤكدون أن الصهاينة طائفة سياسية ليست من أتباع هذه الديانة. إلا أن المنتقدين وبعض النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين يعارضون هذا القانون ويعتبرونه نوعا من العنصرية المضللة. لكن يبدو أن الحكومة الأمريكية تسعى بقوة إلى الموافقة الكاملة على هذا القانون. [4]
الآثار المترتبة على تطبيق القانون الجديد
إذا تمت الموافقة على مشروع القانون هذا من قبل مجلس الشيوخ ووقعه رئيس الولايات المتحدة وتم تنفيذه، فسيتم محاكمة العديد من الطلاب، بما في ذلك الطلاب المحتجين وقادة الحركات الاحتجاجية في الجامعات الأمريكية، بتهمة معاداة السامية. وفي المستقبل أي احتجاجات طلابية ضد سياسات وجرائم إسرائيل والصهيونية ستخضع لهذا القانون. ويثير إقرار مشروع القانون هذا أيضًا مخاوف بشأن ممارسة الضغط على المراكز الأكاديمية والبحثية والأكاديمية لاستخدام تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة لمعاداة السامية لإسكات منتقدي إسرائيل وقمع المعارضة والحد من حرية التعبير وتجمعات الطلاب والأساتذة. [5]
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال