مع وصول ابن سلمان إلى كرسي ولاية العهد، قام بانقلاب ضد التقاليد والعادات المحافظة في السعودية ، مثل السماح للنساء بدخول الملاعب ، قيادة السيارة والدراجات النارية ، وكذلك ظهور الرقص والخلط والمشاهد الدخيلة على المجتمع السعودي وفتح دور السينما وعدم الفصل بين النساء والرجال داخل المطاعم.
وفي آخر صيحات هيئة الترفيه تم الإعلان عن إطلاق موسم جدة للمرة الثانية في عام 2022 بعد الموسم الأول الذي انطلق في عام 2019 وتوقف لمدة عامين بسبب جائحة كورونا.
كل هذه الأمور يروج لها رجل الأمير الأول لهذا الغرض تركي الشيخ رئيس هيئة الترفيه التي كانت المنظم الأول لحفلات وأحداث تهيمن عليها مشاهد من الاختلاط والرقص ومشاركة المتحولين جنسياً ، في مشهد كان من المحظورات في السعودية.
ويبدو أن كل هذه التغييرات التي تشهدها المملكة باتت تثير مخاوف المجتمع المعروف بتحفظاته وبات يدرك أن هذه التغييرات ما هي إلا محاولة من قبل النظام السعودي لتجريد المجتمع السعودي من هويته.
وما شهدناه في يوم الاحتفال باليوم الوطني للسعودية كان نتيجةً مبدئية لخطط ومقررات الأمير محمد بن سلمان وتركي الشيخ وقد تشهد السعودية أكثر من هذه الأمور والانفلات والانحطاط الاخلاقي الذي سيشعل الأوضاع داخل المملكة بين مؤيد ورافض.
منذ بدء خطة “الانفتاح”، التي يرى مراقبون أنها تأتي في إطار صرف الأنظار عن سياسة ولي العهد، محمد بن سلمان، شهدت السعودية مجموعة حفلات غنائية، وهو ما لم يكن معهوداً من قبل.
وإلى جانب الحفلات والفعاليات الموسيقية تصرف الرياض مبالغ ضخمة في قطاعات الترفيه، تزامناً مع معاناة قسم كبير من السعوديين من صعوبة الحصول على مسكن؛ بسبب ارتفاع الأسعار وعدم توافر الأراضي الصالحة للبناء.
كما أن محمد بن سلمان هو من أصدر الأوامر بإلغاء النصوص التي تحض على الكراهية تجاه اليهودية والمسيحية ومثلي الجنسية من الطبعات الجديدة للكتب المدرسية و ذلك حسبما أفاد تقرير معهد مراقبة السلام و التسامح الثقافي في التعليم المدرسي. كما عمل على حذف الأجزاء الأكثر تعصباً ومنها عقوبة الاعدام على الزنا و أفعال الشذوذ الجنسي و أعمال السحر و الشعوذة. وكانت النتيجة ما شهدناه ونشهده كل يوم فلا رادع يردعهم والأمير يشجعهم بقراراته.
البداية من موسم الرياض
أطلقت هيئة الترفيه في السعودية بقيادة تركي آل الشيخ مهرجان موسم الرياض الذي أثار جدلاً كبيراً عن كمية الأموال المصروفة وعن البذخ ومشاهد الشذوذ والمخدرات والمحظورات والتحرش التي كان ولا يزال يشهدها فما هي مهمة هيئة الترفيه.
هيئة الترفيه هيئة مشبوهة
خلال السنوات الماضية ، عمل النظام السعودي على إغراق المملكة بالعديد من المشاهد الترفيهية المشبوهة وقام بإنشاء هيئة خاصة لذلك في عام 2016 ، والتي واجهت انتقادات حادة لدورها في تغيير الطابع الديني والتقليدي للمملكة.
يدفع محمد بن سلمان انقلابًا على التراث الديني والمعنوي للمملكة من خلال الانفتاح على الترفيه وإحداثه هيئة خاصة لهذا السبب واستضافة الفرق الأجنبية بمبالغ فلكية من المال لتوفير صورة تغطي انتهاكات النظام وتلمع من سمعته على المستوى الدولي بغض النظر عن الواقع والمعاناة التي يعيشيها المواطن السعودي.
رفض شعبي للانحلال الاخلاقي رغم التهديد
لا يزال الرفض الشعبي في السعودية يتصاعد يوماً تلو الآخر ضد الفعاليات المختلفة التي تقوم بها “هيئة الترفيه” في المملكة، والتي تسببت بصدمة كبيرة في المجتمع السعودي. حيث أثارت الحفلات المختلفة التي أقامتها الهيئة السعودية، وافتتاح أول ملهى ليلي في جدة، الغضب والانتقاد بين السعوديين خلال العامين الماضيين، ووصل إلى حد انتقاد الهيئة على منابر المساجد.
ولكن الأمير المراهق أمر مباشرة بكم هذه الأفواه التي بدأت بالإعلان الصريح عن رفضها وتلقى العديد من منتقدي الهيئة من الدعاة والشخصيات السعودية المشهورة تهديدات من السلطات السعودية وعقوبات رادعة بسبب مطالبهم.
وحينها ذكرت وسائل إعلام محلية، نقلاً عن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة، أن “انتقاد الخطباء عبر منابر المساجد لفعاليات هيئة الترفيه أو أي جهة حكومية يعرضهم للتعهد أو الحسم أو الفصل”.
وأشارت إلى أن الوزارة حددت، في مارس من عام 2017، ثلاثة خيارات تواجه من ينتقد هيئة الترفيه؛ من خلال “أخذ تعهد على الخطيب، أو الحسم عليه، أو طي قيده”.
موسم جدة آخر صرعات هيئة الترفيه
كشفت هيئة الترفيه عن إطلاق “موسم جدة 2022” في نسخته الثانية بداية شهر مايو 2022، ويستمر حتى شهر يونيو، ومن المقرر أن يعلن في المؤتمر الصحفي الذي يقام يوم السبت 9 أبريل عن تفاصيل أرقام ومناطق فعاليات الموسم.
و من المتوقع أن تقام فعاليات موسم جدة في قلب المدينة، وسيتحول الكثير من أحيائها إلى مناطق جذب مثيرة بفعالياتٍ ترفيهيةٍ عالمية المستوى وستصبح المدينة الساحلية الوجهة الترفيهية الأولى في المملكة العربية السعودية.
ويُعد أحد أهم البرامج الموسمية المتميزة التي تقام في جميع أنحاء السعودية كجزء من رؤية 2030 وكجزء من مبادرة “مواسم السعودية”، وهي سلسلة من الفعاليات التي تقام على مدار عام وتهدف إلى وضع السعودية في قلب خريطة السياحة العالمية.
وحسب الهيئة ستتحول جدة عروس البحر إلى الأحمر إلى وجهة رئيسية لعشاق الأنشطة المائية حيث سيتمتع الزوّار والمقيمون على حد سواء بتجربة مجموعة مثيرة من الفعاليات التي تتنوع بين الحفلات الموسيقية الحيّة والعروض المسرحية والمعارض الفنية والكوميدية والأحداث الرياضية العالمية.
السعودية في عهد ابن سلمان
يمضي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بمجتمع المملكة إلى منحدر سلوكي خطير، خارج إطار كونه مجتمعاً محافظاً، في عملية تدجين خطيرة تتم بإشراف ورعاية النظام الحاكم، حيث يستدرج الناس إلى سلوكيات تتنافى تماماً مع أخلاقيات وقيم ومبادئ المجتمعات العربية المحافظة بل تتنافى مع تعاليم دينية رئيسية وواضحة، من خلال المهرجانات السينمائية والموسيقية التي تنظمها ما تسمى ”هيئة الترفيه” التي كانت البديل عما كان يعرف بـ”هيئة الأمر بالمعروف”، حيث ألغيت الأخيرة وزج بغالبية أعضائها وقياداتها في سجون ولي العهد بتهم التطرف والتشدد الديني والإرهاب والتحريض ضد السلطات الملكية الحاكمة.
وتحت مبرر الطبيعة الانفتاحية للمهرجانات السينمائية والموسيقية التي تنظمها هيئة الترفيه في عدد من المدن السعودية، يتم إغراق تلك المدن بكل أنواع الخمور والمخدرات، وتعاطيها بشكل علني فاضح، وأيضاً تحتضن تلك المهرجانات الكثير من فئة الشواذ من الجنسين. الأمر الذي اعتبره الكثير من السعوديين منافياً لتعاليم دينهم وتقاليدهم، والذين عبّروا عن غضبهم الشديد واستغرابهم من أن كل ذلك يتم تحت رعاية الحكومة السعودية وولي العهد محمد بن سلمان الذي يقود حالة الانفتاح في المملكة.
مواسم ومشاهد فاضحة
وفي كل موسم من مواسم الترفيه في السعودية، يتداول الناشطون على منصات التواصل الاجتماعي صوراً وتسجيلات مرئية فاضحة من قاعات وساحات المهرجانات المقامة في المدن، تظهر شباب السعودية وفتياتها في مواقف وأوضاع مخلة وفاضحة، وهم يشربون الخمور ويتعاطون المخدرات بشكل علني، محميين من سلطات الترفيه التي تبعدهم عن قيمهم الأخلاقية والدينية لتحسين صورتها أمام المجتمعات الغربية. محاولة التخلص من الصورة النمطية التي تحتفظ بها تلك المجتمعات عن كونها سلطات قمعية تدعم المتطرفين وتمارس أنواع التعذيب ضد مناهضيها أو المطالبين بالتصحيح المالي والسياسي.
وفيما قبل مرحلة الترفيه التي يقودها ولي العهد، كانت السعودية تفرض عقوبات صارمة على متعاطي المخدرات والمتحرشين، لكن الأمور لم تعد الآن كما كانت، فقد تم تخفيف القيود والعقوبات، وخصوصاً في الفعاليات المختلطة تحت مبررات إعطاء النساء فرصة للمشاركة في الحياة العامة وفعاليات الترفيه، حتى أن عنوان تلك الانحرافات السلوكية أصبح أكثر ليونة ومرونة..
فقد أصبح تحت مسمى مخالفة لائحة الذوق العام، وتندرج تحته كل السلوكيات غير الأخلاقية والخادشة للحياء، لتتخفف العقوبات عليها بحيث لا تتجاوز غرامات مالية بسيطة في أشدها خطورة، ولم يعد ممكناً حتى توقيف أي شخص مهما كان سلوكه، في بلاد طالما زايدت سلطاتها على كونها تحكم بلاد الحرمين ولم تعد الآن قادرة على حفظ قدسية أي من الأماكن المقدسة على أراضيها، بل هي الأكثر قدسية لدى كل المسلمين. مكة المكرمة والمدينة المنورة.
انحطاط أخلاقي
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل شهدت المهرجانات مظاهر أكثر انحلالا مما كان في 2021، وتزايد الاختلاط والرقص والتحرش بالفتيات، وسط غضب شعبي من الفساد الأخلاقي الذي يزداد تفشيا في المملكة، وآخره السماح بالبكيني على شواطئ جدة ، ناشطون تداولوا على تويتر مقاطع مصورة لنساء يتعرضن للتحرش، وانتشر وسم متحرش موسم الرياض لكشف تلك الوقائع، الأمر الذي أثار غضبا واسعا بسبب انعدام الرقابة والأمن، ونشر هؤلاء صورا لراقصات ومطربات في المهرجان وتساءلوا عن الرسالة التي يريد منظمو المهرجان إيصالها لشعبهم والعالم، الأمن العام في السعودية اعترف بانتشار التحرش في موسم الرياض 2021، قائلا إنه سيتعامل مع مرتكبيه، لكنه عرض صور معتقلين قال إنهم يعيبون في الذات الملكية والمسؤولين!.، الغريب أن المتحدث باسم الأمن العام، حذر مصوري هذه المقاطع لكشف التحرش من أنهم يمسون “بحياة الآخرين عن طريق إساءة استخدام الجوال في التصوير”، وهددهم بعقوبات “الغرامة والسجن”.
إذاً يبدو أن رغبة ابن سلمان وهيئة الترفيه لا تزال قائمة في تحويل المجتمع السعودي إلى مجتمع منفتح وغربي وهذا يشكل خطراً كبيراً على الطابع الديني للمملكة التي تعتبر رمزاً كبيراً لمسلمي العالم بسبب وجود الكعبة الشريفة في أرضها.
المصدر: الوقت
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال