موقف راسخ 36

موقف راسخ

لدى الجمهوریة الاسلامیة موقف ثابت فی المفاوضات النوویة لدیها أیضاً شروط محقّة و قانونیة تطالب بها بعد انتهاک الجانب الأمیرکی للاتفاق النووی و قرار 2231 لمجلس الأمن الدولی،کما أن الجانب الاوروبی خلال هذه الفترة لم ینفذ تعهداته فی الاتفاق واکتفى بتقدیم وعود فارغة.
انتهاک هذا الاتفاق الدولی یعتبر بمثابة وصمة عار على جبین الغرب، وها هو یلعب لعبة «إلقاء اللوم» وکأن ایران هی التی خرجت من الاتفاق!، لکن الحقیقة واضحة تماماً ولا یمکن لهم أن یؤثّروا على الرأی العام، وحربهم النفسیة والتنسیق مع الصهاینة لن تنفعهم، وطالما الأمریکان ینسقون مع الصهاینة هم لایمتلکوا الارادة والاتزان فی قرارتهم.
الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لدیها شروط أساسیة وهی رفع العقوبات بالکامل بشکل یمکن معه التحقّق من ذلک، وتقدیم الضمانات، ولو حصل وعادت واشنطن الى الاتفاق علیها أن تنفذ قرار مجلس الامن الدولی رقم 2231 بصورة کاملة.
شروط ایران قانونیة تماماً، من خرج من الاتفاق؟ من أعاد العقوبات التی الغیت بموجب اتفاق عام 2015؟ من فرض عقوبات ثانویة وقام ببناء نظام معقد لها؟ من انتهک قرار مجلس الأمن الدولی؟ الجواب واضح، أمریکا هی التی قامت بذلک، اذاً على بایدن حسب ادعاءاته خلال حملته الانتخابیة ان یصلّح أخطاء ترامب تجاه الاتفاق النووی! فشروط ایران عقلانیة نظراً لتجربتها المریرة مع واشنطن فی الاتفاق النووی.
ولکن نوایا واشنطن واضحة وتُظهر للجمیع بأن بایدن بالرغم من وعوده لم یتمایز فی هذا الموضوع عن الارهابی ترامب، وهذا یدل على أن واشنطن ترید أن تستخدم العقوبات کورقة ضغط، لکن من المؤکد ان ایران فی هذه المفاوضات لن تتباحث حول الاتفاق النووی ولن یتم اضافة ای شیء الى هذا الاتفاق، وکما ترفض بشکل قاطع ادخال ملفات اخرى کالقضایا الاقلیمیة والدفاعیة فی هذه المفاوضات، لأن قضایا المنطقة شأن دولها والآن یوجد حوار بینها، وقدرات ایران الدفاعیة هی شأن داخلی.
أما بالنسبة لدور العدو الصهیونی، فإن دوره لطالما کان دوراً مخرباً، لأن هذا العدو یعیش على خلق الأزمات والمشاکل، ولانستغرب الآن منه هذا الدور، فاذا کان الغرب والوکالة الدولیة لدیهم قلق حسب مزاعمهم، علیهم أن یقلقوا من اجراءات الکیان الصهیونی المزعزعة کاعماله التخریبیة ضد منشآت ایران النوویة التی تتعارض مع نظام السلامة النوویة وفق قوانین الوکالة، وکذلک امتلاک الصهاینة رؤوسا نوویة، هذا الکیان المجرم المحتل القاتل للأطفال.
فی الحقیقة لاتتعدى تهدیدات العدو الصهیونی کونها مجرد تصریحات خاویة، فهو على درایة مطلقة أنه عاجز عن مواجهة الجمهوریة الاسلامیة، هذا الکیان الذی لحقت به هزائم کبرى من جانب المقاومة فی فلسطین ولبنان، وهو الیوم وصل الى مرحلة لایستطیع أن یصمد فی الحروب إلا ساعات وأیام قلیلة، ویبدأ بإرسال الوسطاء من أجل التهدئة.
أما فریق ایران المفاوض فإنه سیتابع احقاق حقوق الشعب الایرانی من أجل رفع العقوبات الجائرة، وایران أکدت بأن المفاوضات لن تکون طویلة الأمد ولم تتراجع عن مطالباتها المحقّة أمام جداول زمنیة.
فهذه المفاوضات هی اختبار لنوایا الغرب والتوصل الى اتفاق یعود الى إرادة دوله، الأمر الذی لم نشهده خلال الفترة السابقة، واذا کان الغرب یرغب فی التوصل إلى اتفاق جید مع ایران علیه الترکیز على ما یتم حله من خلال طاولة المفاوضات بدلاً من الحرب النفسیة.

بقلم: مختار حداد

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال