ناقوس الخطر يدق حول أمن النظام الصهيوني 506

ناقوس الخطر يدق حول أمن النظام الصهيوني

خلال الأيام الأخيرة أطلق عدد من الأمنيين الإسرائيلين في المؤسسات الأمنية تحذيراتٌ من التطورات العسكرية المصرية معتبرين أنها تشكل تهديدًا للتفوق الجوي الإسرائيلي. وهذه ليست المرة الأولى التي تُحذِّر فيها مؤسسات الأمن الإسرائيلية من تراجع التفوق الجوي للنظام الإسرائيلي، إلا أن الإشارة المباشرة إلى مصر تُشير إلى تغيير في أولويات التهديدات لدى الصهاينة. يشير تقرير نشره موقع "ناتسيو نت" العبري إلى تزايد القلق في الأوساط الأمنية والإعلامية الإسرائيلية من تنامي التعاون العسكري بين القاهرة وبكين، موضحًا أن مصر بدأت بتحديث ترسانتها بأسلحة صينية، مما قد يُحدث تحولًا استراتيجيًا في ميزان القوى الإقليمي. من أبرز الأسلحة الصينية التي يعتبرها التقرير تهديدًا محتملًا: - مقاتلة J-10C: طائرة متطورة تُضاهي في قدراتها مقاتلة F-16 الأمريكية، وقد أثبتت فعاليتها في اعتراض طائرات رافال الفرنسية في صراعات سابقة. سعرها المنخفض نسبيًا يجعلها جذابة للدول الكبيرة مثل مصر وإيران. - صواريخ جو-أرض بعيدة المدى من طراز PL-15 وPL-17: قادرة على ضرب أهداف على بعد مئات الكيلومترات، وتشكل هذه الصواريخ تهديدًا للطائرات العسكرية وحتى المدنية. - طائرات بدون طيار متطورة: تُستخدم في مهام هجومية واستطلاعية عالية الدقة. - أنظمة ليزر مضادة للطائرات بدون طيار: حصلت عليها المملكة العربية السعودية وتدرس مصر دمجها في نظامها الدفاعي. - مقاتلة الشبح J-20: سعرها مرتفع جدًا (حوالي 110 ملايين دولار)، ولكن بالنظر إلى قدرتها القتالية القريبة من طائرة F-22 الأمريكية، وقدرتها على التخفي وقدرتها على حمل صواريخ دقيقة وبعيدة المدى فإنها تُعتبر أخطر تهديد محتمل. إذا حصلت عليها مصر، فقد يؤثر ذلك بشكل مباشر على توازن التفوق الجوي الإسرائيلي. يأتي هذا القلق الإسرائيلي في سياق أوسع من التطورات الجيوسياسية والعسكرية في المنطقة، خاصة مع رغبة بعض الدول العربية في تنويع مصادر توريد الأسلحة والابتعاد عن الغرب، واختيار البدائل الصينية بسبب أسعارها التنافسية وتوافرها دون قيود سياسية.(1) إن غضب النظام الإسرائيلي الشديد من الصين بسبب توريدها أنظمة رادار عالية الجودة لمصر يعود إلى أن إسرائيل كانت أول دولة في منطقة غرب آسيا تحصل على (مقاتلة الشبح من الجيل الخامس)، والمعروفة عسكريًا باسم F-35I وتسميها تل أبيب "أدير". حصلت تل أبيب على هذه الطائرات من خلال عقود ودعم أمريكي. ركز الجيش الإسرائيلي بشدة على تعزيز أسطوله من مقاتلات الشبح الأمريكية وسعى إلى مضاعفة عددها. لذلك يُعد إبرام عقد صفقة الرادار هذه بين مصر والصين ضربة موجعة لإسرائيل وهكذا ستصل تكنولوجيا رادار الشبح المتقدمة إلى أيدي المصريين. لقد فرضت الولايات المتحدة قيودًا على بيع بعض الأسلحة المتقدمة لمصر على مر السنين لأسباب مختلفة، لا سيما للحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل. ولأن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في منطقة غرب آسيا، فإن هذا يعني أن النظام الإسرائيلي يجب أن يحافظ على تفوق نوعي في الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية مقارنة بجيرانه من أجل الحفاظ على وجوده. في هذا السياق حوّلت مصر تركيزها إلى الصين لتلبية احتياجاتها من الأسلحة، ووقّعت عقدًا لشراء طائرات مقاتلة صينية متطورة. كما وصلت إلى مصر عدة طائرات صينية أهمها طائرتا تشنغدو جيه-10 سي وشنيانغ جيه-31. وكشفت عدة تقارير إعلامية إسرائيلية عن حصول مصر على عقد لشراء طائرات مقاتلة صينية مزودة بصواريخ جو-جو من طراز GC-10، يبلغ مدى كل منها حوالي 300 كيلومتر، وهي قادرة على اختراق تل أبيب عبر الحدود مع الأراضي المحتلة. لذلك من المؤكد أن النظام الصهيوني قلق بشأن هذه التطورات لأن هذه القضية لم تُثر قلق النظام الإسرائيلي فحسب بل أثارت أيضًا قلق الولايات المتحدة وإسرائيل المشترك بشأن توقيت توريد الصين أنظمة صواريخ ورادار صينية متطورة لمصر بعد حرب غزة، مما يثير علامة استفهام كبيرة لدى كلا البلدين. (2) أخيرًا، تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن مصر وإسرائيل تعيشان في سلام منذ اتفاقيات كامب ديفيد، إلا أن تعزيز القوة العسكرية المصرية بمساعدة الصين وخاصة في المجال الجوي، يُعدّ علامة تحذير للنظام. يعكس هذا التطور تغير ميزان القوى في المنطقة وهو تطور قد يُحدث تحولًا في السياسة الإقليمية في السنوات القادمة. في الواقع أرسل التعاون العسكري بين مصر والصين بالإضافة إلى التهديد العسكري للنظام الصهيوني، رسالة واضحة إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة مفادها أن القاهرة مستقلة في قراراتها السياسية، وهي الدول التي حاولت حتى الآن الضغط على مصر سواء فيما يتعلق بالوضع في غزة أو في أي مكان آخر، وأن هذا الضغط قد يضر حتى بالمصالح الوطنية المصرية. الآن في ظل الظروف المتغيرة في مصر لم يعد بإمكانهم ممارسة مثل هذه الضغوط على مصر وتحويل البلاد عن مسار التقدم والاستقلال السياسي. حكيمة زعيم باشي 1- https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2025/05/27/1545914.html 2- https://moderndiplomacy.eu/2025/05/24/us-israeli-pressure-at-egypts-borders-sparks-cairos-turn-to-chinese-stealth-tech-and-advanced-radar
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال