نتائج زيارة نتنياهو للولايات المتحدة 20

نتائج زيارة نتنياهو للولايات المتحدة

لقد حظيت زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني إلى الولايات المتحدة وخطابه في الكونغرس باهتمام كبير في وسائل الإعلام العالمية خلال الأيام الماضية (1) بينما كان جيش الاحتلال مشغولًا بقصف الأطفال والشعب الفلسطيني الأعزل. استقبل ممثلو الكونغرس الأميركي نتنياهو كالأبطال الخارقين متابعين خطابه من مواقعهم واقفين، إن طبيعة زيارة رئيس الوزراء الصهيوني إلى الولايات المتحدة بالإضافة إلى الجوانب الجانبية التي أثارتها، كانت تحمل أيضًا نقاطًا مهمة سنستعرضها فيمايلي:

الضغط من أجل وقف إطلاق النار: الضغط من أجل إبرام وقف إطلاق النار كان أحد الملفات الرئيسية في اجتماعات رئيس الوزراء الصهيوني في واشنطن، وذلك لنقل قلق إدارة بايدن من تبعات استمرار الحرب في غزة إلى نتنياهو(2). قد تظهر نتائج هذا القلق في انتخابات نوفمبر المقبل في الولايات المتحدة. تحاول إدارة بايدن من خلال تقديم حلول تشجيع نتنياهو على الخروج من مستنقع الحرب المدمرة التي ضلت تغمرها في الأشهر الأخيرة. وقد تجلى ضغط الرأي العام في الولايات المتحدة تجاه جرائم الكيان الصهيوني في مظاهرات الناس هناك. إن الجو العام الذي يضغط على إدارة بايدن لإحراز نتائج في مفاوضات السلام يمكن أن يتحول إلى نتائج سلبية في الانتخابات المقبلة إذا لم تسفر هذه المفاوضات عن نتائج.

تنسيق نتنياهو مع الحزبين الرئيسيين: كانت للزيارة أيضًا جدول أعمال رئيسي يتمثل في اللقاءات مع مرشحي الرئاسة الرئيسيين في الولايات المتحدة. يبدو أنه لا فرق لدى الاحتلال بين انتخاب ديمقراطي أو جمهوري، وهو أمر صحيح بشكل عام(3). أكد نتنياهو في هذه الزيارة على عزم حكومته تعزيز العلاقة مع أي شخص يُنتخب في انتخابات نوفمبر. هذا الموضوع يهم أيضًا بايدن وترامب بشكل كبير حيث تعتبر الأقلية المؤيدة للحكومة اليهودية لوبيًا قويًة في الولايات المتحدة، وتأييد هذه المجموعة لأي من المرشحين للرئاسة يمكن أن يُعد كعامل دعم كبير لهم ويساعدهم في تحقيق انتصار ملحوظ.

تنسيق مع حكومة الولايات المتحدة للضغط على إيران، وهذا يعد من أهم الموضوعات المشتركة التي تتكرر بشكل دوري في الاجتماعات السياسية بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني. ويتضح صحة هذه الفكرة عندما نرى أنه بعد عودة رئيس وزراء الكيان الصهيوني من واشنطن، يبدأ برنامج الاغتيالات للكيان حيث يتم استهداف أحد القادة البارزين لحزب الله في لبنان ثم يتم اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران وذلك تماماً بعد أداء الرئيس الإيراني الجديد اليمين الدستورية في صباح ذلك اليوم. كما يُصاب محمد ضيف أحد القادة البارزين لحماس في فلسطين المحتلة في عملية غير ناجحة. هذا البرنامج المشترك هو ناتج عن جلسات نتنياهو في واشنطن وقد تم الحصول على الضوء الأخضر من إدارة بايدن لتنفيذ هذه العمليات.

إن هذه التنسيقات المشتركة بين الحكومتين الغربية والصهيونية تقوض مجددًا ادعاءات الولايات المتحدة بعدم رغبتها في تصعيد التوتر في منطقة غرب آسيا.

بشكل عام، يمكن القول إن رئيس وزراء الكيان الصهيوني، في سعيه لزيادة التوتر في الأراضي المحتلة، تمكن من الحصول على إذن لعمليات اغتيال قادة المقاومة من إدارة بايدن، مما زاد مؤقتًا من عمره السياسي. إن إجراءات إدارة بايدن في الأشهر الأخيرة من رئاسته يمكن أن تجعل الولايات المتحدة مشتبكة في حروب إقليمية(4)، مما يدفع الشعب الأمريكي إلى المشاركة في انتخابات نوفمبر في وضع أمني خاص. إن السياسة الملتوية والمشبوهة التي تظهرها إدارة بايدن تشكل خطرًا معقدًا على شعوب منطقة غرب آسيا، حيث إن منح الإذن لحكومة نتنياهو المتطرفة لممارسة العنف والاغتيالات في البلدان الأخرى يمكن أن يؤدي إلى انفجار المنطقة التي تشبه برميل البارود. وستؤدي الشظايا الناتجة عن هذه الإجراءات إلى نشوب حرب عالمية ثالثة ومع استمرار هذه الحالة ستدخل جبهتا الشرق والغرب في صراع لتحديد معالم النظام العالمي المستقبلي.

امیرعلي یگانة
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال