نوايا الكيان الصهيوني تنكشف يوماً بعد يوم 7969

نوايا الكيان الصهيوني تنكشف يوماً بعد يوم

مهما حاول كيان الاحتلال أن يلعب دور المسالم والبريء والساعي لإقامة علاقات تطبيعية مع الدول العربية تنفضح نواياه وأهدافه وحقيقته، ربما لا يحتاج الموضوع عناوين عريضة بل ممكن قراءته من خلال تصريحات أو بعض التصرفات والشعارات وصولاً للزي الذي يلبسه عدوك.

حيث أثارت صورة متداولة لخريطة إسرائيل الكبرى على ملابس جندي إسرائيلي جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي في دول عربية والتي تم فيها تصوير جندي خلال العمليات في غزة وعلى زيه العسكري خريطة تصور “إسرائيل الكبرى”.

ولم تشمل الخريطة المعروضة على ذراع الجندي إسرائيل فقط، بل شملت أيضا مساحات شاسعة من الأراضي من الدول المجاورة، بما في ذلك الأردن وفلسطين ولبنان وأجزاء من سوريا والعراق ومصر.

وأثارت صورة الجندي الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وسرعان ما أشعلت عاصفة من ردود الفعل.

واعتبر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن تلك الخريطة تعكس أجندة توسعية تذكر بالطموحات الإمبراطورية التاريخية، وتقارن بمفهوم ألمانيا النازية “المجال الحيوي”، أو مساحة المعيشة.

وقال النشطاء إن مفهوم “إسرائيل الكبرى” متجذر في بعض تفسيرات الأيديولوجية الصهيونية، التي تؤكد أن الأرض الموعودة في الكتاب المقدس تمتد من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في العراق.

وأضافوا: “لقد كان هذا التفسير موضع خلاف منذ تأسيس الاحتلال الإسرائيلي، حيث ينظر إليه المؤيدون على أنه تحقيق لنبوءة دينية، بينما يدينه النقاد باعتباره مبررا للتوسع الإقليمي على حساب سيادة الدول المجاورة”.

لطالما كنا نقرأ ونسمع أن الصهاينة تمتد دولتهم من الفرات إلى النيل وكان مترسخ لدى شريحة واسعة من الوطنيين والمقاومين أن هذا الأمر يستحيل أن يتحقق حتى أن كيان العدو نفسه كان يرى هذا أمر صعب تحقيقه إلا إذا قسم وفكك شعوب ودول هذه المنطقة بقصد إضعافها وتشتيتها أولا وثم الانقضاض والاستيلاء عليها شيئاً ف شيء

وهذا الهدف الصهيوني ما كان لكيان الاحتلال أن يتجرأ بالعمل على تحقيقه لولا سنده وداعمه الاول امريكا التي تبذل كل ما في وسعها لتصل "اسرائيل" الى حدودها المزعومة.

وتركز الخطة على إضعاف الدول العربية وتقسيمها لاحقا، كجزء من المشروع التوسعي الصهيوني، وتركز أيضا إلى توسيع الاستيطان بالضفة الغربية وطرد الفلسطينيين من فلسطين وضم الضفة وقطاع غزة إلى إسرائيل، حيث تضم "إسرائيل الكبرى" وفقا للوثيقة أجزاء من لبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر والسعودية.

وان قيام ما يسمى بثورات الربيع العربي وخلق ما يسمى الفوضى الخلاقة مرحلة أساسية جدا بعد العدوان الامريكي على العراق وتفكيكه وتثبيت وتعميق النعرات الطائفية فيه ما أدى إلى إضعافه بشكل كبير وملفت.

ثم بدأت المرحلة الثانية المتمثلة بإسقاط أنظمة بحجة أنها انظمة ديكتاتورية والقيام بعدها بدعم الفوضى وقيام ثورات مسلحة وهو ما حدث في ليبيا وسورية لتشهد البلدان دمارا وخرابا لا مثيل له وكلنا يذكر حرب اليمن التي نتج عنها جرائم كارثية وشهداء وجرحى ودمار بدعم ومباركة ومشاركة سعودية بهذا تصبح تلك الكعكة جاهزة للتقسيم والالتهام.

ففي العراق لا يمكن لاحد انكار أن كيان الاحتلال يسيطر بشكل كبير على اربيل التي تشبه مدن اوروبا وفقا لشهود هاجروا اليها للعمل بها

ومن منا لا يعرف أن تنظيم داعش الإرهابي هو تابع للاحتلال مرورا بلبنان الذي يحتوي على تيارات سياسية تشهر المحاباة لكيان الاحتلال والسلام معه لنصل إلى الاردن ومصر اللتان وقعت حكوماتهم وأنظمتهم السياسية معاهدات سلام مع اسرائيل بحجة مقتضيات المصلحة العامة.

بهذا يكون الاحتلال فعلا سيطر على تلك الدول وفي طريقه لاستكمال مشروعه والمضي بتحقيق أهدافه قدماً

والحل الوحيد لمنع كيان الاحتلال من الوصول إلى هدفه تكاتف الشعب العربي يدا بيد بعيدا عن أنظمته السياسية للتغلب على العدو وايقاف مخططاته فلا يخف على أحد بأنه يشعر العدو الصهيوني بالقلق الشديد من أي إجراء شعبي أو رسمي، إقليمي أو دولي يتعلق بعزلها ومقاطعتها فيما أسماه البعض بالسلاح الصامت. ذلك السلاح هو المقاطعة،

وبالعودة للتاريخ في مطلع الخمسينات اتخذ العرب قراراً بمقاطعة إسرائيل على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية وغيرها، لتشعر إسرائيل بالعزلة في محيطها الإقليمي، وهو ما سبب لها الكثير من المتاعب والقلق الذي سعت للخلاص منه، بعد انطلاق ما يسمى بـ "عملية السلام" تحركت الدبلوماسية الإسرائيلية بقوة لدى المجتمع الدولي للتخفيف من المقاطعة التي تبنتها الكثير من الدول الغربية واللاتينية ناهيك عن الدول الأسيوية والأفريقية؛

ولكن وبعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية ومواجهتها بوحشية وإرهاب صهيوني؛ عادت المقاطعة إلى الواجهة - الأوروبية بالذات، فمن النرويج شمالاً إلى أستراليا جنوباً مروراً بألمانيا وهولندا وإيرلندا وبريطانيا مقاطعة في مجالات اقتصادية وفنية ورياضية وأكاديمية مختلفة، وهذا ما جعل العدو الصهيوني يشعر بالقلق من تنامي مشاعر العداء تجاهه، وهو الذي لم يتمكن بعد من تغيير اسم البلدة الفرنسية والتي سميت بـ "الموت لليهود" رغم قوة نفوذ الجالية الفرنسية الأكبر في أوروبا.

فهذا الكيان أجبن من أن يواجه قوة المقاومة في الشعب المسلم الذي شب على حب فلسطين ونصرة قضيتها ومعاداة الكيان الذي احتلها وحتى الدول والانظمة العربية التي حابته ودعمته ستدفع أثمانا باهظة لن تقوى عليها.

فهل يتحقق هذا الحلم المتمثل بوحدة الدول العربية حكومات وشعوب لتتشكل قوة ردع حقيقية في وجه مخططات الاحتلال والقضاء عليه نهائياً؟!

مجد عيسى


المصادر:
1- https://cuts.top/G9D7
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال