هبوط أسهم شركة ستاربكس بالتزامن مع موجة التضامن مع فلسطين 1414

هبوط أسهم شركة ستاربكس بالتزامن مع موجة التضامن مع فلسطين

رغم أن عملية طوفان الأقصى الناجحة التي قامت بها المقاومة الفلسطينية أسفرت عن اعتداءات متسلسلة وانتهاكات للقوانين الدولية بالإضافة لارتكاب النظام الصهيوني العديد من جرائم الحرب، إلا أنه في هذه الأثناء، وفي ظل تضامن العالم مع الشعب الفلسطيني المظلوم، فقد انطلقت حركة المقاطعة BDS مرة أخرى في جميع أنحاء العالم.[1]

لقد أصبحت الشعوب في جميع أنحاء العالم يعرفون حقيقة القضية الفلسطينية بفضل منصات الإنترنت والخارجة عن هيمنة وسائل الإعلام الرئيسية. وفي الوقت نفسه وعلى الرغم من الرقابة الشديدة على بعض شبكات التواصل الاجتماعي، فقد تعاطفت شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني، الذي أعرب في كثير من الحالات عن غضبه من قتل الأطفال والمجازر الجماعية من خلال تنظيم المظاهرات والمسيرات في جميع أنحاء العالم ودعم القضية الفلسطينية بشكل واسع.

في الوقت الذي تتواصل فيه الإبادة الجماعية التي يمارسها النظام الصهيوني في غزة وصمت الحكومات الغربية والشرقية وجرائم حكومة بنيامين نتنياهو الفاشية والفصل العنصري، انضم الرأي العام بوعيه الجماعي للقضايا الراهنة في فلسطين إلى حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) ومحاولة مقاطعتها، ومعاقبتها وحرمانها من الاستثمار في الشركات المتعاونة مع الكيان الصهيوني. ولم تستثن شركة القهوة العالمية العملاقة ستاربكس من هذه الحملة ودعت لمقاطعتها مع عملائها وموظفيها.[2]

وتعرضت هذه الشركة متعددة الجنسيات الناشطة في صناعة القهوة في العالم، والتي تمتلك أكبر سلسلة مقاهي، لموجة من المقاطعات من قبل الرأي العام، والتي اتخذت إجراء قانوني رداً على منشور شبكة التواصل الاجتماعي الخاصة لنقابة عمال ستاربكس الداعمة لـ أهل غزة، حيث تم اتخاذ إجراء قانوني بحق الاتحاد بحجة أن الصورة التي نشرتها هذه النقابة هي مثال على الترويج للعنف وتعتبرها ستاربكس بمثابة دعم للعنف الذي ترتكبه حركة حماس.

وفي الوقت نفسه، أدانت شركة ستاربكس هذا الإجراء الذي قامت به نقابة عمالها، إذ أظهرت الصورة التي نشرتها بوضوح جرافة تقوم بتدمير السياج الحدودي بين غزة والأراضي المحتلة. السياج الذي يعرض غزة لحصار شديد منذ أكثر من 17 عاما، حولها عمليا إلى أكبر سجن مفتوح في العالم. وأدى هذا الإجراء الذي قامت به ستاربكس إلى عودة حركة المقاطعة والمعارضة التي قامت بها هذه الحركة العالمية ضد مؤيدي النظام الصهيوني، خاصة في دول غرب آسيا وشمال أفريقيا، وذلك من خلال تقديم ستاربكس كمؤيد لعنف النظام الصهيوني.

طبعاً قامت بعد ذلك هذه الشركة بنشر بيان على موقعها الرسمي وقد تراجعت عن موقفها السابق وأعلنت أن "هذه الشركة منظمة غير سياسية والإشاعات التي تقول إنها تدعم الحكومة أو الجيش الإسرائيلي غير صحيحة". لكن العلامة التجارية سياتل ستاربكس [3]خسرت ما يقرب من 9٪ من سوقها حول العالم من خلال تحملها 11 مليار دولار كتعويضات وإعادة قيمة كل سهم من هذه الشركة إلى سعر عام 1992. وتشير تقارير إعلامية مختلفة إلى انخفاض كبير في عدد عملاء مختلف الفروع في دول مثل المغرب. وفي زيارة ميدانية لمدينة الكويت، تم الإعلان عن أن 7 فروع لستاربكس أصبحت شبه فارغة.

ورغم رفض المديرين نشر المعلومات المالية لهذه الفروع، إلا أن انخفاض قيمة أسهم ستاربكس بعد عملية 7 أكتوبر، فضلا عن انتشار هذا الشكل من الاحتجاج إلى أجزاء أخرى من العالم، دفع ستاربكس لبدء خطة معروفة. باسم "يوم الكأس الأحمر"، ومن خلال تقديم كوب مجاني مع كل عملية شراء لإغراء العملاء بالعودة إلى متاجر ستاربكس حتى يتمكنوا من استرداد القيمة المفقودة من أسهم شركتهم.


[1] https://www.washingtonpost.com/world/2024/01/23/bds-movement-israel-boycott-brands/
[2] https://thecradle.co/articles-id/14830
[3] https://www.reuters.com/business/retail-consumer/boycott-campaigns-over-gaza-war-hit-western-brands-some-arab-countries-2023-11-22/
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال