هجوم إعلامي جديد ضد إيران 3980

هجوم إعلامي جديد ضد إيران

في الأخبار التي نُشرت في الأيام الأخيرة، كان للحديث عن صادرات الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى روسيا مرة أخرى ردود فعل في مختلف الدوائر الإعلامية. وبحسب تقارير إعلامية غربية، فقد أرسلت إيران مؤخرًا عددًا كبيرًا من الصواريخ من فئة فتح وذو الفقار إلى روسيا في شحنات مختلفة لاستخدامها في حرب أوكرانيا.(1) وطبيعة هذا الخبر تكمن أيضًا في الظروف المحددة لمنطقة غرب آسيا والأحداث الدولية المختلفة التي تجري حول إيران، مما يشير إلى اختلاف أبعاد هذا السيناريو الغربي لتعقيد قضية إيران. إن القضية التي استخدمها الغرب مرات عديدة للضغط على إيران هي خلق سيناريوهات أمنية وجعل إيران تبدو خطيرة كمحور الشر في العالم. وفي مسألة تصدير الصواريخ لا بد من أن نذكر الأهداف المتعددة للغرب؛

مع اقتراب موعد اجتماع مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية، سيبدأ الاجتماع الربع سنوي للوكالة في 16 مارس/آذار، وسيتم خلال هذه الفترة استعراض مختلف قضايا الدول الأعضاء في المنظمة، ويبدو أن الدول الغربية تريد مرة أخرى إيقاع طهران في السيناريو الأمني ​​من خلال خلق سيناريو الملف النووي الإيراني وحشد انتباه العالم ضد المصالح الإيرانية.(2)

إن تصدير الأسلحة العسكرية إلى روسيا في وضع يتركز فيه اهتمام العالم على البرنامج النووي الإيراني، سيعني ضغوطاً دولية على إيران، وفي وقت تخوض فيه منطقة غرب آسيا حروباً بالوكالة، فإن المزيد من الضغط على إيران يعني إشعال النار في المنطقة، ولن يكون أمام إيران باعتبارها زعيمة محور المقاومة خيار سوى المزيد من الصراع.

صرف انتباه دول العالم عن جرائم إسرائيل في فلسطين، ففي الوقت الحالي يفكر النظام الصهيوني الذي يبحث عن مخرج من مشاكل حرب 7 أكتوبر، في الهجوم على منطقة رفح، وهو ما يعني التهجير لمليون فلسطيني، والمجتمع الدولي يعارض بشدة خطة النظام هذه (3). إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا يتفقان مع خطة هذا الهجوم، ويعلمان أنه كلما اتسع نطاق هذه الحرب، كلما زادت حدة التوتر في منطقة غرب آسيا، كما إن سيناريو الضغط على إيران من خلال إثارة قضية تصدير الصواريخ إلى روسيا هو جزء من هذه الخطة، وسوف يصرف انتباه دول العالم عن خطة النظام الصهيوني لمهاجمة رفح، وستقوم حكومة نتنياهو العسكرية بتنفيذ هذه الجريمة الجديدة بسهولة وصمت.

التقليل من أهمية انتصارات الجيش الروسي الأخيرة في الحرب مع أوكرانيا، في أخبار الأيام القليلة الماضية، حظيت انتصارات الجيش الروسي باهتمام كبير من وسائل الإعلام، والحرب في أوكرانيا مستمرة فيما تتعامل الأطراف الغربية مع مشاكل حقيقية في ساحة المعركة، بدأت الذراع الإعلامية للمحور الغربي تخطط لعدة برامج للهروب من الإخفاقات المتتالية لأوكرانيا، وفي حالة إيران، فإن مناقشة التركيز على تصدير صواريخ الجيل الجديد إلى روسيا هي واحدة من هذه الخطط. يجب أن يكون هذا السيناريو مقنعا إلى حد ما للشعب، وعلى هذا الأساس يزعمون أن الجيش الروسي لديه مشاكل في تلبية احتياجاته وبمساعدة إيران وكوريا الشمالية، فإنهم يواصلون الحرب(4) وبطريقة ما، لولا ذلك ولولا دعم هاتين الدولتين لكانت الحرب قد انتهت، كما انتهت بالسلام بين الجانبين. ويهدف هذا إلى الضغط على إيران وروسيا لوقف التعاون العسكري مع بعضهما البعض.

وبشكل عام، ينبغي القول إن هذا السيناريو للدول الغربية قد أثير وتم طرحه لكن بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، يمكن لإيران تصدير الأسلحة المدرجة في القوانين الدولية بحرية إلى أي دولة تريدها، ولا توجد قيود في هذه التجارة المربحة لإيران. ويخلق الجانب الغربي سيناريو تصدير إيران للعتاد العسكري إلى روسيا، في حين أن ملف إيران في منظمة الطاقة الذرية لم يغلق بشكل كامل بعد، وتتوجه إليه الدول الغربية كل بضعة أشهر، وبحسب إدعاتهم فإيران ليست بعيدة عن صنع قنبلة نووية. لقد كانت هذه الخطط تهدف لعزل إيران وهي جزء من البرامج الرئيسية للدول الغربية، وخاصة النظام الصهيوني، ولسنوات وهم يعيدون نشره باستمرار بالأدوات المتوفرة لديهم.

امیرعلی یگانه



1. https://www.reuters.com/world/iran-sends-russia-hundreds-ballistic-missiles-sources-say-2024-02-21/
2. https://www.fdd.org/analysis/2024/02/22/iran-has-already-sent-missiles-to-russia-report-says/
3. https://www.dw.com/en/rafah-offensive-us-germany-warn-against-israels-plans/a-68299307
4. https://www.socialeurope.eu/ukraine-a-bitter-armistice-or-war-until-victory
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال