خلال الايام الماضية تناقلت وسائل الاعلام العربية والعالمية موضوع الهدنة المعلنة لإيقاف الحرب في اليمن بشكل كبير، فعلى مايبدو أن المجتمع الدولي عاد وتذكر الحرب المنسية في اليمن منذو سبع سنوات فقد ترك الشعب اليمني يواجه أبشع عدوان في التاريخ المعاصر على مدار سنوات طويلة، الشعب اليمني الذي ظل صامداً طوال كل هذه السنوات ، من خلال جيشه والقوة الصاروخية خلال الاسابيع الماضية وجة ضربات قاسية للإمارات وللسعودية، نتيجة لتلك الضربات شعرت قوى التحالف بالضعف في التصدي للطائرات المسيرة والصواريخ البالستية التي استهدفت أهم الاماكن الحيوية في العمقين الإماراتي والسعودي ، دخلت الهدنة في اليمن التي أعلنها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ لمدة شهرين قابلة للتمديد حيز التنفيذ.وتضمنت الهدنة اتفاق الاطراف اليمنية على وقف العمليات العسكرية الجوية والبرية والبحرية داخل وعبر حدود اليمن بالإضافة إلى التوافق على دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة واستئناف الرحلات التجارية من مطار صنعاء . واعتبر المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ الهدنة نقطة مهمة وحاسمة لرسم مستقبل البلاد ، فيما لاقت هذه الهدنة ترحيب عربي ودولي مؤكدة انها فرصة لتحقيق السلام .
عملية “كسر الحصار الثالثة”جعلت الرياض تعيد حساباتها
منذو بداية العدوان على اليمن دعت حكومة الإنقاذ الوطني مراراً وتكراراً التحالف الذي تقودة السعودية إلى إنهاء الحرب في اليمن وأبدت قيادة أنصار الله رغبتها في إنهاء معانة الشعب اليمني الذي تسببت فية قوى العدوان، فالطالما أعلنت قيادة انصار الله إستعداها للحوار وإنهاء الصراع في اليمن ولكن تعنت تحالف العدوان أوصل الوضع في اليمن إلى طريق مسدود ، حيث أن الرهانات السعودية الخاطئة في حربها على اليمن فاقم الوضع الإنساني في الداخل اليمني ، بعد رفض التحالف كل الدعوات والمبادرات لإنهاء الحرب في اليمن وبعد التحذيرات التي تجاهلتها السعودية قام الجيش اليمني بعمليات نوعية حيث إستهدفت القوة الصاروخية والطيران المسير أهداف ومواقع حساسة في كلاً من العمقين السعودي و الإماراتي ، وهذه العمليات جعلت دول العدوان تعيش حالة من التخبط واصبحت أمام مرحلة صعبة وجديدة فرضها الجيش اليمني أمام الغطرسة السعودية، فالسعودية التي كانت ترفض دائماً المبارات والحوار لإنهاء الحرب في اليمن، اليوم وبعد الانكسارات المتلاحقة توافق على هدانة لمدة شهرين حسب ما تم الإعلان عنه. وحسب المصادر أن عملية “كسر الحصار الثالثة” التي نفذها الجيش اليمني والتي كانت الأعنف على السعودية، جعلت الرياض تعيد حساباتها، ليأتي بعد ذلك وعيد قائد حركة أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي، ويجبرها على اللجوء إلى الهدنة الأممية، خوفاً من هجمات جديدة على منشآتها النفطية، في ظل ضغط أمريكي لزيادة الانتاج.
بعد مرور 7 سنوات هل تتكلل الهدنة المعلنة بالنجاح
“التنفيذ للهدنة المعلنة من قبل المبعوث تتحقق مصداقيتها بالتنفيذ وعلى شعبنا اليمني توخي الحذر” هذا ماصرح به القيادي في جماعة أنصار الله، محمد علي الحوثي. من جهة اخرى قال عبد الملك العجري ، عضو فريق التفاوض في حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية ، ندعو إلى الرفع الكامل للحصار وأضاف أن إعلان وقف إطلاق النار لم يلب الحد الأدنى من مطالب الشعب اليمني، وأنه يجب على السعودية رفع هذا الحصار ، عضو الوفد الوطني اليمني عبد الملك العجري أشار ايضاً إلى أن هذه الهدنة تأتي لتخفيف المعاناة عن شعبنا والتمهيد للرفع الشامل للحصار والوصول إلى حل نهائي. وهنا يتبين من من خلال التصريحات التي أدلى بها القيادات في حركة انصار الله أن مدى نجاح الهدنة المعلنة في اليمن يعتمد على مدى إلتزام السعودية بالهدنة والكف عن ارتكاب الجرائم في اليمن وكذلك ايضاً العمل من أجل إنجاز بنود الهدنة ضمن الإطار الزمني المعلن حيث يجب على السعودية ودول العدوان الامتثال للهدنة واحترامها فالهدنة المعلنة لمدة شهرين والقابلة للتجديد، يتم في إطارها وقف كافة العمليات العسكرية في البلاد وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة و دخول 18 سفينة من سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتشغيل رحلتين جويتين تجاريتين أسبوعياً إلى صنعاء ومنها إلى الأردن و مصر، خلال فترة الهدنة الممتدة من 02 أبريل حتى 02 يونيو 2022 اضافه إلى ذلك فتح طرق بمدينة تعز وغيرها لتسهيل حركة المدنيين
خرق الهدنة سيقابل برد يمني قاسي
تطرح تسأولات عديدة حول نية التحالف لإيقاف الحرب في اليمن وعن مدى التزام السعودية بالهدنة المعلنة، حيث أن أي خرق للهدنة سوف يقابل برد يمني قاسي على دول العدوان ، فالكفاءة العسكرية والقتالية لمواجهة دول العدوان باتت اليوم واضحة حيث أن خرق الهدنة يعني مزيد من العمليات الصاروخية وعمليات الطيران المسيّر ضد الأهداف والمواقع الحساسة في السعودية، فالهدنة التي وافقت دول التحالف عليها تأتي من منطلق القوة والإستعداد التي اظهرتها حكومة الإنقاذ الوطني وقيادات انصار الله لمواجهة العدوان ، هنا لابد من الإشارة إلى أن يجب أن تسير الهدنة المعلن عنها لإنهاء الحرب في اليمن على أساس صحيح و وفق خطة محددة والا فإن العمليات القادمة التي ستقوم بها القوات الصاروخية اليمنية ستكون هذه المرة أكثر وجعاً لدول التحالف حيث أن هذه الفرصة لن تتكرر للجانب السعودي والإماراتي لحفظ ماء والوجه والخروج من اليمن وإنهاء الحرب العبثية على الشعب اليمني .
هل تستغل السعودية الهدنة لزيادة إنتاج النفط لإعادة العلاقات الامريكية إلى عدها السابق
في ظل إنتهاج الادارة الامريكية الجديدة سياسة مغايرة لإدارة ترامب تجاه السعودية، ظل ملف الحرب على اليمن من أكثر الملفات حساسية، والأشد تشابكًا، حيث شهدت العلاقات السعودية الامريكية توتراً في الفترة الاخيرة فدول العدوان التي عولت كثيراً على حماية نفسها بالإدارة الامريكية تعرضت في الفترة الاخيرة لضربات موجعة ترتب عليها خسائر كبيرة وانهيار للاقتصاد، مع بدأ الحرب الروسية الاوكرانية سعت الإمارات والسعودية لإعادة العلاقات الامريكية إلى عدها السابق حيث أن السياسة الغير مسبوقة التي اتخذتها الدول الخليجية تجاه الإدارة الامريكية الجديدة كان الهدف منها السعي لإعادة العلاقات الامريكية إلى عدها السابق وهنا يجدر الإشارة إلى أن السعودية على وجه الخصوص تسعى للحصول على دعم الحكومة الامريكية الجديدة في الفترة المقبلة، ومما لا شكَّ فيه أنه مع الأزمة التي يشهدها العالم حالياً بسبب ارتفاع أسعار النفط العالمية، تسعى كلاً من الإمارات والسعودية لإبرام صفقة مع الإدارة الامريكية الجديدة والهدف الرئيسي أن كلاً من الدولتين ترى ذلك فرصة من أجل إعادة السياسية الامريكية إلى عهدها السابق، فهل ياترى سوف تستطيع الدولتين المذكورتين جلب اعتماد الرئيس الامريكي الجديد في زيادة الدعم لهما وهل يمكن أن تستغل الدول الخليجية الهدنة المعلنة في اليمن من أجل زيادة إنتاج النفط بعد القرار الأميركي حظر واردات النفط الروسي على خلفية الحرب بين روسيا و أوكرانيا وفي هذا السياق تشير المصارد أن كلاً من ولي العهد السعوي، محمد بن سلمان، وكذلك ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد سوف يستغلون هذه كفرصة من أجل العودة لتقديم الدعم الكامل لهما ، حيث ترى الدول الخليجية أن عدم التحرك الأميركي تجاه الضربات التي تتلقها الأماكن الحساسه في العمقين الإماراتي والسعودي مخيبة للامال، وهنا يطرح سولاً هل سوف تسطيع الدولتين الخلجيتين إقناع الحكومة الامريكية الجديدة في تقديم الدعم لهما من مقابل النفط والغاز.
في الختام ومما لايخفى على أحد أن السعودية لاتلتزم أبدا بالاتفاقات التي توقع عليها، فخلال كل السنوات الماضية خرقت السعودية العديد من الاتفاقات، وكأن السعودية التي تتلقى الهزائم المتتالية لم تيأس، فنجاح الهدنة الاخيرة يعتمد بشكل أساسي على مدى التزام السعودية ببنود الهدنة المعلنة. فالايام والاسابيع القادمة مهمة جداً اما أن تلتزم السعودية بإتفاقيتها لحفظ ماتبقى لها من ماء الوجه وإما أن تكون على موعد مع عمليات كبيرة في العمق السعودي حسب ما صرح به الجيش اليمني.
المصدر: الوقت
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال