هل فعلاً قطعت تركيا علاقاتها التجارية مع الكيان الإسرائيلي؟ 1822

هل فعلاً قطعت تركيا علاقاتها التجارية مع الكيان الإسرائيلي؟

في خبر لافت من قبل حكومة أردوغان، قررت وزارة التجارة التركية وقف جميع معاملات التصدير والاستيراد المرتبطة بإسرائيل، مؤكدة أن القرار يشمل كل المنتجات. وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن الهجمات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي وحقوق الإنسان على فلسطين تسببت بمقتل أكثر من 35 ألف مدني فلسطيني، بينهم 15 ألف طفل، وإصابة ما يقرب من 78 ألف مواطن فلسطيني. وقالت إنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اتخذت تركيا مبادرات على أعلى مستوى واستخدمت كافة أدوات الدبلوماسية لوقف الصراعات ومنع الخسائر البشرية والدمار المادي، وضمان وقف دائم لإطلاق النار وتنفيذ حل الدولتين. [1]

وكما تفيد الأخبار أن تركيا قامت بتقييد تصدير 54 منتجا إلى إسرائيل، اعتبارًا من 9 أبريل 2024، على خلفية استمرار المذبحة والكارثة الإنسانية والدمار وعدم استجابة الجانب الإسرائيلي للجهود الدولية لوقف إطلاق النار ومنعها دخول المساعدات الإنسانية.

وجاء أيضاً في هذا القرار أنه تم التأكيد على أن إجراءات التقييد ستظل سارية حتى تعلن إسرائيل وقفًا فوريًا لإطلاق النار في غزة وتسمح بتدفق كافٍ ودون انقطاع للمساعدات الإنسانية. وأضاف: "في هذا الصدد، بدأت المرحلة الثانية من الإجراءات المتخذة على مستوى الدولة، وتم إيقاف معاملات التصدير والاستيراد المتعلقة بإسرائيل، بما يشمل جميع المنتجات".

ومع إعلان نظام أردوغان إبقاف حركة السفن من تركية إلى إسرائيل، تتواصل صادرات النفط من أذربيجان إلى الكيان الصهيوني عبر تركية والمعارضة التركية تتهم أردوغان باتباع سياسة النفاق اتجاه القضية الفلسطينية...

قاسم اونجان عضو حزب الشعب الجمهوري المعارض يؤكد: " حتى الآن مازالت الناقلات تحمل النفط في ميناء جيهان وتنقله إلى إسرائيل حيث تعتبر أذربيجان مورداً هاماً للنفط لدولة الإحتلال عبر خط أنابيب باكو - تبليسي – جيهان ويتم في النهاية تحميل النفط عبر ناقلات وإرساله إلى حيفا. وأظن أن أردوغان يراوغ في قراره إيقاف التجارة مع إسرائيل ولم يكن جاداً في ذلك على أرض الواقع"

وتقول وسائل إعلامية عبرية أن صادرات النفط من أذربيجان إلى الكيان المحتل مازالت تصلها بشكل منتظم عن طريق الموانئ التركية وأنها لم تتوقف برغم إعلان نظام أردوغان عن توقف حركة السفن الخارجة من موانئه إلى إسرائيل وقطع التجارة معها. ويؤكد محللون سياسيون أن استمرار النظام التركي بفتح الموانئ التركية أمام التجارة الخارجية المؤدية إلى إسرائيل من دول مثل أذربيجان هو دعم لإسرائيل لكن بشكل خفي وبعيد عن الإعلام. وتطالب المعارضة أردوغان بإغلاق تلك الموانئ بوجه السفن التجارية المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة التابعة للكيان الإسرائيلي. [2]

الصحفي التركي محرم إستاش يقول: " إن أردوغان يقدم نفسه أمام الشعب أمام الإعلام أنه عدو لإسرائيل وقد اتخذ قراراُ بإيقاف التجارة معها، لكن تركية حتى الآن مازالت تلعب دور الضامن لتوريدات النفط ومعظم السلع الضرورية لإسرائيل، ويتم استخدام الموانئ التركية لهذا الغرض، وهذا مانعتربه التفافاً على قرار إيقاف التجارة مع الكيان الصهيوني. [3]

وتتهم المعارضة التركية دوماً اردوغان باتباع سياسة النفاق مع القضية الفلسطينية لكسب رضا المسلمين بشكل عام في تركيا وخارجها، وهذا النفاق في السياسة التركية ليس بجديد، وقد بات من المعروف للجميع مدى قوة العلاقات التركية مع الكيان المحتل وأنه لايمكن تصديق أن لهذه العلاقة أن تضعف إلا بالشكل والظاهر لأغراض سياسية، لكن في الحقيقة تبدو الأمور أعمق بكثير على مستوى العلاقات الإقتصادية والعسكرية والأمنية. حيث تعمل شركات خاصة على إيصال كل البضائع والمنتجات المختلفة لإسرائيل، وتم الكشف عن السفن المملوكة لإركان يلدرم نجل رئيس الوزراء الأسبق علي بن يلدرم تمارس التجارة بشكل طبيعي مع شركات الكيان الإسرائيلي وهذا يدل على الإرتباط الوثيق بين نظام أردوغان و شركائه مع الكيان الإسرائيلي وعلى المستوى الشخصي.

وكان قد أفاد موقع "جلوبس" الاقتصادي نقلا عن مسؤولين إسرائيليين إن تركيا لم توقف بعد تحميل ناقلات النفط من ميناء "جيهان" في تركيا إلى أسرائيل، حيث أن أذربيجان تعتبر موردا مهما للنفط لإسرائيل، ومازال يصل النفط من خلال أنبوب من باكو-تابليسي- جيهان، ويتم تحميله في ميناء جيهان على ناقلات نفط خاصة متجهة إلى حيفا. [4]

السبب في أن تركيا لم تمس بتزويد إسرائيل في النفط لا تتعلق بمصالحها معها فحسب، انما مع أذربيجان أيضاً. حيث توجد للرئيس الأذري الهام علييف علاقات ممتازة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لكن ليست أقل أهمية من علاقاته مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي لن يتجرأ على اتخاذ خطوات تمس بمصالح صديقه العزيز علييف بصورة مباشرة. وبشكل عام، تعد العلاقات بين أنقرة وباكو عميقة وتستند على فكرة "أمة واحدة، ودولتان"، الأذريون هم من الشعوب التركية، مثل الكازاخ والأوزبكـ لكنهم أقرب إلى أنقرة أكثر من الجميع، ومن هنا يأتي عمق العلاقة وبنفس الوقت تقاطع مصالح الدولتين مع الكيان الصهيوني، وصحة قطع هذه العلاقات التجارية بشكل فعلي ستكون الأيام القادمة كفيلة بكشف صحتها وجدية الموقف التركي.

د.حسام السلامة



[1] https://www.turkpress.co/node/101454
[2] baghdadtoday.news/248612-رغم-إعلانها-قطع-التجارة.-تركيا-ممر-للنفط-من-آذربيجان-إلى-إسرائيل.html
[3] https://2h.ae/nXkK
[4] https://www.i24news.tv/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A7%D9%81%D في خبر لافت من قبل حكومة أردوغان، قررت وزارة التجارة التركية وقف جميع معاملات التصدير والاستيراد المرتبطة بإسرائيل، مؤكدة أن القرار يشمل كل المنتجات. وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن الهجمات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي وحقوق الإنسان على فلسطين تسببت بمقتل أكثر من 35 ألف مدني فلسطيني، بينهم 15 ألف طفل، وإصابة ما يقرب من 78 ألف مواطن فلسطيني. وقالت إنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اتخذت تركيا مبادرات على أعلى مستوى واستخدمت كافة أدوات الدبلوماسية لوقف الصراعات ومنع الخسائر البشرية والدمار المادي، وضمان وقف دائم لإطلاق النار وتنفيذ حل الدولتين. [1]

وكما تفيد الأخبار أن تركيا قامت بتقييد تصدير 54 منتجا إلى إسرائيل، اعتبارًا من 9 أبريل 2024، على خلفية استمرار المذبحة والكارثة الإنسانية والدمار وعدم استجابة الجانب الإسرائيلي للجهود الدولية لوقف إطلاق النار ومنعها دخول المساعدات الإنسانية.

وجاء أيضاً في هذا القرار أنه تم التأكيد على أن إجراءات التقييد ستظل سارية حتى تعلن إسرائيل وقفًا فوريًا لإطلاق النار في غزة وتسمح بتدفق كافٍ ودون انقطاع للمساعدات الإنسانية. وأضاف: "في هذا الصدد، بدأت المرحلة الثانية من الإجراءات المتخذة على مستوى الدولة، وتم إيقاف معاملات التصدير والاستيراد المتعلقة بإسرائيل، بما يشمل جميع المنتجات".

ومع إعلان نظام أردوغان إبقاف حركة السفن من تركية إلى إسرائيل، تتواصل صادرات النفط من أذربيجان إلى الكيان الصهيوني عبر تركية والمعارضة التركية تتهم أردوغان باتباع سياسة النفاق اتجاه القضية الفلسطينية...

قاسم اونجان عضو حزب الشعب الجمهوري المعارض يؤكد: " حتى الآن مازالت الناقلات تحمل النفط في ميناء جيهان وتنقله إلى إسرائيل حيث تعتبر أذربيجان مورداً هاماً للنفط لدولة الإحتلال عبر خط أنابيب باكو - تبليسي – جيهان ويتم في النهاية تحميل النفط عبر ناقلات وإرساله إلى حيفا. وأظن أن أردوغان يراوغ في قراره إيقاف التجارة مع إسرائيل ولم يكن جاداً في ذلك على أرض الواقع"

وتقول وسائل إعلامية عبرية أن صادرات النفط من أذربيجان إلى الكيان المحتل مازالت تصلها بشكل منتظم عن طريق الموانئ التركية وأنها لم تتوقف برغم إعلان نظام أردوغان عن توقف حركة السفن الخارجة من موانئه إلى إسرائيل وقطع التجارة معها. ويؤكد محللون سياسيون أن استمرار النظام التركي بفتح الموانئ التركية أمام التجارة الخارجية المؤدية إلى إسرائيل من دول مثل أذربيجان هو دعم لإسرائيل لكن بشكل خفي وبعيد عن الإعلام. وتطالب المعارضة أردوغان بإغلاق تلك الموانئ بوجه السفن التجارية المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة التابعة للكيان الإسرائيلي. [2]

الصحفي التركي محرم إستاش يقول: " إن أردوغان يقدم نفسه أمام الشعب أمام الإعلام أنه عدو لإسرائيل وقد اتخذ قراراُ بإيقاف التجارة معها، لكن تركية حتى الآن مازالت تلعب دور الضامن لتوريدات النفط ومعظم السلع الضرورية لإسرائيل، ويتم استخدام الموانئ التركية لهذا الغرض، وهذا مانعتربه التفافاً على قرار إيقاف التجارة مع الكيان الصهيوني. [3]

وتتهم المعارضة التركية دوماً اردوغان باتباع سياسة النفاق مع القضية الفلسطينية لكسب رضا المسلمين بشكل عام في تركيا وخارجها، وهذا النفاق في السياسة التركية ليس بجديد، وقد بات من المعروف للجميع مدى قوة العلاقات التركية مع الكيان المحتل وأنه لايمكن تصديق أن لهذه العلاقة أن تضعف إلا بالشكل والظاهر لأغراض سياسية، لكن في الحقيقة تبدو الأمور أعمق بكثير على مستوى العلاقات الإقتصادية والعسكرية والأمنية. حيث تعمل شركات خاصة على إيصال كل البضائع والمنتجات المختلفة لإسرائيل، وتم الكشف عن السفن المملوكة لإركان يلدرم نجل رئيس الوزراء الأسبق علي بن يلدرم تمارس التجارة بشكل طبيعي مع شركات الكيان الإسرائيلي وهذا يدل على الإرتباط الوثيق بين نظام أردوغان و شركائه مع الكيان الإسرائيلي وعلى المستوى الشخصي.

وكان قد أفاد موقع "جلوبس" الاقتصادي نقلا عن مسؤولين إسرائيليين إن تركيا لم توقف بعد تحميل ناقلات النفط من ميناء "جيهان" في تركيا إلى أسرائيل، حيث أن أذربيجان تعتبر موردا مهما للنفط لإسرائيل، ومازال يصل النفط من خلال أنبوب من باكو-تابليسي- جيهان، ويتم تحميله في ميناء جيهان على ناقلات نفط خاصة متجهة إلى حيفا. [4]

السبب في أن تركيا لم تمس بتزويد إسرائيل في النفط لا تتعلق بمصالحها معها فحسب، انما مع أذربيجان أيضاً. حيث توجد للرئيس الأذري الهام علييف علاقات ممتازة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لكن ليست أقل أهمية من علاقاته مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي لن يتجرأ على اتخاذ خطوات تمس بمصالح صديقه العزيز علييف بصورة مباشرة. وبشكل عام، تعد العلاقات بين أنقرة وباكو عميقة وتستند على فكرة "أمة واحدة، ودولتان"، الأذريون هم من الشعوب التركية، مثل الكازاخ والأوزبكـ لكنهم أقرب إلى أنقرة أكثر من الجميع، ومن هنا يأتي عمق العلاقة وبنفس الوقت تقاطع مصالح الدولتين مع الكيان الصهيوني، وصحة قطع هذه العلاقات التجارية بشكل فعلي ستكون الأيام القادمة كفيلة بكشف صحتها وجدية الموقف التركي.

د.حسام السلامة


[1] https://www.turkpress.co/node/101454
[2] baghdadtoday.news/248612-رغم-إعلانها-قطع-التجارة.-تركيا-ممر-للنفط-من-آذربيجان-إلى-إسرائيل.html
[3] https://2h.ae/nXkK
[4][4] https://www.i24news.tv/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/artc-36035f75D8%B5%D8%A7%D8%AF/artc-36035f75
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال