بعد ان قررت منظمة أوبك بلاس للدول المصدرة للنفط زائد روسيا ، خفض الانتاج بمقدار مليوني برميل صدرت مواقف من مسؤولين اميركيين وفي داخل الكونغرس ضد السعودية والامارات تكشف وجود نوايا انتقامية من هاتين الدولتين لمجرد هذا القرار النفطي ودون الاكتراث للخدمات الطويلة والعريضة التي قدمتها الرياض وابوظبي لواشنطن طوال عقود.
قرار أوبك بلاس جاء بعد ان كانت اميركا والدول الغربية تلح على السعودية والامارات بزيادة انتاج النفط للتعويض عن نقص الامدادات النفطية الروسية في الاسواق العالمية بسبب الحظر الغربي، لكن مجرد تفكير السعودية والامارات بحسابات الربح والخسارة الاقتصادية فيما يتعلق بانتاج النفط دفع بالاميركيين الى التحدث علنا عن ضرورة الانتقام من السعودية والامارات بأشكال مروعة وقاسية مثل التخلي عن توفير الدعم والحماية العسكرية والامنية للرياض وأبوظبي (تمني اميركي بحدوث حرب وتدمير البلدين) ، والتحدث علنا بأن السعودية والامارات من كبار منتهكي حقوق الانسان في العالم ولديهما سجل مروع في هذا المجال (يمكن اعتبار ذلك دعوة لاسقاط النظامين في السعودية والامارات)، وهذا يعني صراحة بأن الاميركيين باتوا يتمنون الآن ذبح البقر الحلوب التي بلعوا خيراتها رخيصة لعقود متتالية.
يقول السيناتور الاميركي المستقل عن ولاية فرمونت في تغريدة في التويتر يوم السبت ” اذا كان مقررا ان تقوم السعودية التي تعتبر من أسوأ منتهكي حقوق الانسان في العالم الى جانب روسيا، برفع اسعار الوقود في الولايات المتحدة، فبامكانها ان تستعين بفلاديمير بوتين للدفاع عن النظام السعودي”.
وهناك عدد آخر من النواب الاميركيين من الحزب الديمقراطي ايضا ، طالبوا بعد قرار منظمة اوبك بلاس بخروج القوات الاميركية من السعودية والامارت، وقد قدم النائبان “توم مالينوسكي” و”سوزان وايلد” من بنسلفانيا مشروع قانون يلزم الحكومة الاميركية بسحب جميع القوات الاميركية من السعودية والامارات بالاضافة الى منظومات الدفاع الصاروخي مثل “باتريوت” و”ثاد” ، وقال النائبان الاميركييان بأن خفض السعودية والامارات لانتاج النفط بعد طلب بايدن منهما رفع الانتاج هو عمل عدائي وانحياز لروسيا، ولذلك فان على الرياض وابوظبي طلب الدعم من روسيا للدفاع عن أنفسهما.
أما وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن فقد تحدث عن قيام بلاده بدراسة خيارات عدة حول استمرار العلاقات مع السعودية بعد قرار الرياض النفطي.
ويوم الخميس الماضي ايضا طالب اعضاء ديمقراطيين في الكونغرس بخفض بيع الاسلحة للسعودية وطالبوا بمراجعة قضية قتل المدنيين اليمنيين في الهجوم العسكري السعودي على اليمن وكذلك قضايا انتهاك حقوق الانسان في السعودية واعادة النظر في العلاقات الامنية مع الرياض!
لقد تضاربت مصالح السعودية والامارات مع اميركا في قضية سقف انتاج النفط، ويبدو ان هذا يكفي ليتحدث الاميركيون عن قضايا وامور يعتبر تنفيذها سعيا لحرق السعودية والامارت والتنكيل بهما، لكن الاميركيين كانوا قد ذهبوا ابعد من هذا الازدراء في وقت سابق ايضا، حينما سحبوا منظومتي ثاد وباتريوت من السعودية (كان العدوان العسكري على اليمن متواصلا) ونقلوها لاوكرانيا للدفاع عنها هناك وتركوا السعودية من دون دفاع صاروخي، وهذا في الحقيقة يدل على منزلة النظامين السعودي والاماراتي لدى الاميركيين، فهل يقف السعوديون والاماراتيون وقفة تأمل ومراجعة لسياساتهم الماضية ؟
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال