يعيش الاحتلال مأزقًا أمنيًا متعدد الجبهات. يعبّر قادة العدو صراحة عن كثير من جوانبه وساحاته، من بينه المأزق في الضفة الغربية المحتلة، حيث تتصاعد عمليات المقاومة كمًا ونوعًا.
وسائل إعلام العدو نقلت تسريبات أمنية عن نية المؤسسة الأمنية تنفيذ عملية عسكرية واسعة تتركز شمال الضفة الغربية المحتلة، تحديدًا في نابلس وجنين، حيث بؤرة المقاومة الأساسية التي تؤلم العدو ومستوطنيه بضرباتها، وكون المنطقتين باتتا ملاذًا آمنًا للمقاومين الذين ينفذون عمليات نوعية ويتمكنون من النجاة، وبالتالي التحصن هناك.
حديث العدو عن ضرورة تنفيذ عملية عسكرية، يمكن تفسيره كنتاج لتراكم الفشل، ويكن تلخيصه بالتالي:
- نجاح المقاومة بالحفاظ على وتيرة عملياتها وتصعيدها وتخطي الموانع الأمنية المعادية.
- فشل عملية "حارس الأسوار" على مدى عام ونصف العام في تحقيق أهداف العدو.
- فشل العدو من خلال عدوانه الأخير في غزة في إحداث فصل بين عمل المقاومة هناك وفي الضفة، حيث توافرت لديه معطيات عن إدارة عملياتية لبعض الضربات من غزة.
لكن ذهاب العدو، المأزوم أمنيًا، نحو عملية يحاول تصويرها على أنها واسعة دونها مطبّات جمة، لاعتبار أن الضفة الغربية المحتلة جزء من وحدة الساحات، وبالتالي إن العدو قد يقع بخطأ في التقدير.
وقد سبق أن وضعت المقاومة في غزّة، تحديدًا "القسّام"، معادلة عنوانها: مخيم جنين يعني "سيف قدس2". كما أن الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حذر في خطابه في يوم القدس الإسرائيليين من خطأ في التقدير في جبهات عدة منها الضفة الغربية المحتلة.
ماذا لو نفذ العدو تهديداته أو تسريباته؟
بناء على حسابات واقع المنطقة، ومعادلة وحدة الساحات، فإن ذهاب العدو نحو عملية عسكرية واسعة، كما يسرب ويصوّر، سيعني استفزازًا يمكن أن يؤدي إلى جرّ جبهات أخرى، وعليه يجب مراقبة الموقف بدقة والبناء عليه.
المصدر: العهد
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال