واشنطن غير مهتمة بإنهاء الحرب في أوكرانيا 26

واشنطن غير مهتمة بإنهاء الحرب في أوكرانيا

لو نظرنا إلى الحرب الجارية الآن بين روسيا وأوكرانيا لوجدنا أن الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولة أساساً عن تأجيج الصراع، فهي ليست مهتمة بحلّ دبلوماسي، ودفعت بسياسات تجاه أوكرانيا يعدّها الرئيس بوتين تهديداً وجودياً، متهماً إدارة بايدن بأنه لم يكن لديه أي استعداد لإنهاء هذا التهديد بالطرق الدبلوماسية، وإعادة الالتزام عام 2021 بضمّ أوكرانيا إلى “الناتو”.

ومازالت الولايات المتحدة تقدّم المزيد من الأسلحة لأوكرانيا، وهو ما يعني أن الحرب قد تستمر سنوات، وأن احتمالات التصعيد تنطوي على أن ينجرّ الحلف الأطلسي إلى القتال حتى إن تمّ استخدام الأسلحة النووية، وسيكون لهذه الحرب تداعيات على العلاقات بين روسيا والغرب ستحتاج إلى سنوات لإصلاحها، وسوف يؤجج هذا العداء الشديد عدم الاستقرار في أنحاء العالم، ولاسيما في أوروبا. كما أن هناك تصدعات ستحدث تحت السطح في الغرب، إضافة إلى حدوث تدهور في العلاقات بين أوروبا الشرقية والغربية، ونتيجة هذا التعنت الأمريكي- الغربي ضد روسيا التي تطالب بحقوقها المشروعة في شبه جزيرة القرم ستكون هناك أزمة الغذاء العالمية، التي قد تسفر عن وفاة ملايين البشر، لأن هذه الحرب قد تسبّبت بالفعل في إلحاق الضرر بالاقتصاد العالمي بشكل رئيسي، والصدمات الاقتصادية ستؤثر فعلاً في سياسات كل الدول الغربية، إضافة إلى تقويض الديمقراطية الليبرالية، وتعزز موقف خصومها اليمينيين واليساريين على السواء، والحقيقة المأساوية هي أنه لو لم يسمح الغرب بتوسيع «ناتو» ليشمل أوكرانيا، لما اندلعت حرب في أوكرانيا.

لقد قامت واشنطن بالدور الرئيسي لقيادة كييف إلى الدمار، والتاريخ سيحاكم الولايات المتحدة وحلفاءها بشدة على سياساتهم الحمقاء في أوكرانيا والعالم العربي الذي أصبح ضحية لحروبهم التي شنّوها في العراق وأفغانستان وسورية واليمن والسودان وليبيا، فلم ينجُ من شرّهم أي بلد عربي من المحيط الأطلسي وحتى الخليج العربي، ولم تسلم من عدوانيتهم شعوب آسيا وأفريقيا التي تفتقد حتى لرغيف الخبز، وما زالوا ينهشون بخيرات الشعوب المحبة للحرية والسلام في كل أنحاء العالم.

وأخيراً فإن الحرب الدائرة اليوم بين روسيا وأوكرانيا كان السبب الوحيد في تأجيجها هي الولايات المتحدة الأمريكية، وتالياً فإنها هي الخاسرة حتماً، لأنها سوف تفقد قوتها أمام التحول إلى عالم جديد (متعدّد الأقطاب) صنعته الحرب الأوكرانية- الروسية!.

 

المصدر: البعث

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال