تواصل الولايات المتحدة الأميركية محاولاتها لإقناع العالم بأن وجودها الاحتلالي في منطقة التنف على الحدود السورية العراقية وفي منابع النفط في منطقة الجزيرة يهدف إلى القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، في حين أن جميع هجمات التنظيم الإرهابي على المناطق الآمنة وخطوط النقل في ريف تدمر ودير الزور تنطلق تحت عيون القيادة الأمريكية الحسية والإلكترونية.
لاتستطيع الولايات المتحدة وآلتها الإعلامية والسياسية مهما حاولت أن تقنع العالم بأن وجود قواتها في سورية يهدف إلى القضاء على الإرهاب أو حتى محاربته، فعملياتها العسكرية التي باتت معروفة للجميع تهدف إلى منع الجيش العربي السوري من القضاء على الإرهاب سواء في محيط قاعدتها العسكرية في التنف أم في إدلب.
مؤخراً تحدث وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن عن وجود أكثر من 10 آلاف إرهابي من تنظيم داعش في سجون تديرها ميليشيا “قسد” المرتبطة بالاحتلال الأميركي في منطقة الجزيرة السورية، وبالرغم من أننا لا نعلم مدى صحة هذه الأرقام، لكن لو فرضنا صحتها فإن ما لا يقل عن نصف هذا العدد موجود في قاعدة التنف التي تديرها قواته المحتلة والتي تنطلق منها الهجمات العدوانية على طرق النقل البرية التي تربط دير الزور بتدمر وعلى بادية السلمية الشرقية.
أواخر الشهر الماضي شنت الولايات المتحدة عدواناً على الحدود السورية العراقية مدعية أنه لحماية قواتها الموجودة في العراق، لكن المفارقة أن هذا العدوان استهدف الحشد الشعبي الذي قاتل تنظيم داعش على مدى سنوات إلى جانب الجيش العراقي، وكان له دور بارز في القضاء على التنظيم الإرهابي، في حين لم نرَ منذ سنوات أي عملية عسكرية أميركية ضد فلول التنظيم الذي تدعي واشنطن محاربته في منطقة الحدود السورية- العراقية.
سياسة النفاق وقلب الحقائق التي تمارسها الولايات المتحدة ومعها النظام التركي وبعض الدول الغربية حيال محاربة الإرهاب هي نفسها التي تمارسها في مجال المساعدات الإنسانية حيث تضغط واشنطن لفتح معابر تقود إلى مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية بعيداً عن التعاون مع الحكومة السورية، تحت يافطة مساعدة الشعب السوري في الوقت الذي تقوم فيه تلك الدول بمحاصرة الشعب السوري عبر محاولة إغلاق المعابر الدولية الشرعية التي تصل الدولة السورية مع العالم سواء عبر الضغوط أم عبر الحصار الذي تفرضه في البحار.
الأهداف الأميركية نعلمها جيداً، فكما استثمرت واشنطن في تنظيم داعش الإرهابي للسيطرة على مناطق في سورية، تعمل اليوم تحت شعار المساعدات الإنسانية للحفاظ على المجموعات الإرهابية ومدهم بالسلاح من أجل إطالة أمد الحرب وفرض شروط سياسية على الدولة السورية فشلت في تحقيقها عبر الميدان.
المساعدات الإنسانية كما داعش وجبهة النصرة ليست سوى أدوات تستخدمها واشنطن للعدوان على سورية وشعبها وتحقيق أهدافها الاستعمارية، والسوريون يمتلكون الدليل.. فعشر سنوات من الحرب الإرهابية التي شنت عليهم كشفت لهم حقيقة السياسة الأميركية وعلاقتها بدعم الإرهاب وممارسته عبر الحصار والعدوان.
المصدر: سانا
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال