الحرب على اليمن على ما يبدو سواء من الداخل والخارج دخلت منعطفاً خطيراً خصوصا بعد تواتر الانباء عن وقوع خسائر من الجانب السعودي بنسب كبيرة جراء قصف مطارات جازان ونجران وابها بصواريخ باليستية دقيقة، اوقعت 35 عسكرياً سعودياً بين قتيل وجريح.
ويرى مراقبون ان السعودية تعتبر الاداة التي اوكل لها المهمة وليست هي صاحبة مشروع العدوان الامريكي والبريطاني والاسرائيلي، وهي فقط تؤمن حلقة الوصل بين دول التحالف بقيادة امريكية.
وقالوا ان الولايات المتحدة الامريكية كانت تريد ان تضرب مجموعة عصافير بحجر واحد، من بينها اشغال ايران رداً على رفضها بحث اي ملف اخر غير الملف النووي، لاسيما وان الحرب على اليمن بدأت عام 2015 اي كانت المفاوضات حول الملف النووي الايراني في اوجهها.
واوضحوا، ان الولايات المتحدة اعتبرت في الحجر الاول، ان هزيمة ايران في اليمن ستضعف الموقف الايراني وبالتالي ستحصل على تنازل بالملف النووي، بوهم من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بانه خلال بضع اسابيع يمكن ان ينهي الحرب في اليمن.
واضاف المراقبون، ان الحجر الثاني، هي محاولة امريكية لاسترضاء السعودية باعادة اليمن كحديقة خلفية لها، وان تستعيد ارضاء كيان الاحتلال الاسرائيلي بعد تمكن السعودية من استعادة اليمن بان يكون البحر الاحمر هو البحيرة الاسرائيلية باعتباره الحلم الاسرائيلي التاريخي.
واعتبروا في الحجر الثالث ان الولايات المتحدة الامريكية ارادت الاتجاه شرقاً بعد توجه الرئيس الاسبق باراك اوباما، واخضاع اليمن من اجل السيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية بدءاً من مضيق هرمز الى خليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي الى باب المندب، حيث تمر خلاله 35 بالمائة من البواخر التي تحمل النفط عبر هذه الممرات.
من جانبهم، اكد خبراء عسكريون يمنيون، ان السعودية راهنت خلال العدوان على اليمن على انهائها ببضعة اسابيع وبضعة اشهر واذا بها تمر السنة الاولى دون ان تحقق اي اهداف عسكرية على ارض اليمن او ان تكسر ارادة اليمنيين والقضاء على قوتهم وصلابتهم في مواجهة عدوانها.
وقالوا: ان الصواريخ الباليستية الدقيقة التوجه التي ضربت مطارات السعودية كاجازان ونجران وابها والحقت خسائر كبيرة، تعتبر رسائل موجهة للامريكي والبريطاني والاسرائيلي بان القوة العسكرية لانصار الله والصواريخ الدقيقة في اصابة الاهداف دون ان تكشفها المنظومات الدفاعية الجوية السعودية.
ولفتوا، بانه نتيجة لذلك علا الصراخ الامريكي والبريطاني والتهديد بشن معارك ضد اليمنيين ومحاولة ربط اليمن كما يزعمون بأجندات ايرانية مرتبطة بالملف النووي ومصالح ايرانية، واعربوا عن اسفهم بان النظام السعودي يحاول ان يخاطب الداخل السعودي بهذه المزاعم ويروج بانه لا يحارب الحوثيين وانما يحارب ايران، لتبرير هزائمه وخسائره الفادحة امام تساؤلات النشطاء والمراقبين، حول ماذا حقق بن سلمان بعد 7 سنوات من العدوان؟
وشددوا على ان وقع العمليات الاخيرة التي شنتها القوة اليمنية لقيادة صنعاء ستكون لها تأثيرات كبيرة على نفسية العدو ومرتزقته وليست فقط في الداخل وانما دولياً بعدما علا صراخ المبعوث الامريكي لليمن الذي زعم بان معركة مأرب كأنها تواجه المجتمع الدولي، ويريد بذلك تأليب المجتمع الدولي لانهاء الحرب في ظل التقدم الواضح لقوات صنعاء في مساحة 1200 كيلومتراً اي بمساحة دولة البحرين.
بدورهم، اكد خبراء بالعلاقات الاقليمية ان احد اهم تطورات الوضع في اليمن قد اثرت بشدة على السعودية، بعدما حث خطباء الجمعة بالولاء الكامل لمحمد بن سلمان، واعتبروه بالامر الغير مسبوق في السعودية.
وشددوا على ان هذا يدل على ان سطوة بن سلمان ومحاولته المزيد من السيطرة من خلال المؤسسة الدينية كونها مصدر للاقناع للناس، وان هناك علاقة لهذه المسألة باليمن وانصار الله وعملية جيزان، ومحاولة رص الصفوف من الداخل السعودي وكل هذا بسبب التأثيرات الخارجية من قبل اليمن، مشيرين الى ان نوع السلاح الذي استخدمه انصار الله من الصواريخ الباليستية الدقيقة ضد السعودية ينذر بتطور خطير جداً على مستقبل السعودية خاصة مع ازمة الطاقة العالمية التي تمثل السعودية حاجة العالم لهذا المصدر، ما تسبب بقلق الامريكيين ومسارعتهم بادانة الهجمات والتي تدل على عظمة الامر وشأنه الذي قام به انصار الله من نوع السلاح المستخدم في الهجوم على السعودية الامر الذي يهدد المصالح الاستراتيجية.
واضافوا ان القيامة الامريكية على اوجهها لتهييج المجتمع الدولي ضد انصار الله، خاصة فيما يتعلق بمعركة مأرب، المدينة المعروفة ببؤرة الاصوليين والدواعش والقاعدة وغيرها.
وتساءلوا: كيف يمكن للسعودية والتحالف بقيادة امريكا، ان يقوم بجهود دولية لتجييش المجتمع الدولي ورفع العلم الانساني في مدينة مأرب، بينما هم يحاصرون اليمن بأكمله منذ سنوات.
ولفتوا الى ان هناك صفوف قديمة موالية للسعودية من جماعة عبد ربه بدأت تنهار في جبهات مأرب الاستراتيجية، استطاع خلالها انصار الله تحقيق مهم جداً فيها، والسيطرة على التلال الشرقية والجنوبية لمأرب.
المصدر: العالم
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال