لقد واجهت فترة حكم نتنياهو في الكيان الصهيوني سجلاً أسوداً لدرجة أن الفظائع والقمع الذي مورس ضد الفلسطينيين في عهد نتنياهو أدى أخيراً إلى عملية 7 أكتوبر تحت اسم "طوفان الأقصى" وهذا الأمر في حد ذاته يعتبر فشلاً كارثياً و مفاجأة كبيرة لـ"إسرائيل". ارتكب النظام الصهيوني بقيادة نتنياهو سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية للتعويض عن فشله في عملية طوفان الأقصى، وخلافاً لتوقعاته، لم يتمكن من تحقيق أي شيء خلال حرب غزة، وبعد عملية 7 أكتوبر التي كانت تعتبر أول فشل مخابراتي وأمني وعسكري للكيان الصهيوني، جاء الهجوم الإيراني، الذي سجل الهزيمة الثانية للإسرائيليين وكسر هيبتهم. [1]
الوعد الصادق صفعة إيرانية قاسية رداً على الغطرسة الإسرائيلية
في الأول من نيسان/أبريل، قتل النظام الصهيوني سبعة من كبار القادة العسكريين الإيرانيين بهجوم جوي على القنصلية الإيرانية في دمشق. ومن خلال القيام بذلك، تجاوزت إسرائيل الخط الأحمر الإيراني وانتهكت قواعد القانون الدولي الأكثر شهرة من خلال مهاجمة المراكز الدبلوماسية ومحاولة تقويض سيادة إيران. وأثار هذا الاعتداء السافر ضرورة خطة لمعاقبة إسرائيل من قبل مسؤولين في القيادة العليا للبلاد وأيضاً الشعب الإيراني، ولذلك قام الحرس الثوري الإيراني بعد مدة وجيزة وفقا لمبدأ "الدفاع المشروع" حسب المادة 51 من قانون ميثاق الأمم المتحدة، ولأول مرة من داخل أراضي إيران، توجيه ضربات ناجحة على مواقع للاحتلال الصهيوني أصابت أهدافها من خلال الطائرات بدون طيار والصواريخ البالستية.[2]
نتنياهو على حافة الهاوية
منذ أن استطاع نتنياهو الوصول إلى منصب رئيس وزراء الكيان الصهيوني من خلال ائتلاف هش، لم تشهد الأراضي المحتلة السلام مطلقاً، والآن أصبحت العملية الإيرانية الناجحة الأخيرة تحت عنوان "الوعد الصادق" سببا للضغوط الداخلية ضد نتنياهو وسياساته الفاشلة التي تتزايد مع ازدياد الخلافات في الحكومة والتي وصلت إلى ذروتها. وقد تسببت الضغائن والخلافات التي لا نهاية لها حول تكتيكات الحرب في انعدام الثقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و وزير الدفاع يوآف جالانت و قائد الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس. [3]
وبحسب وسائل الإعلام التابعة للكيان الصهيوني، فقد نظم آلاف المستوطنين الصهاينة في تل أبيب، خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد العملية العقابية التي شنتها إيران ضد إسرائيل، مظاهرات واحتجاجا على سياسات نتنياهو الخاطئة، مطالبين بإقالته وإجراء انتخابات مبكرة. [4]
تزايد الضغوط لإنهاء الحرب في غزة
بعد 7 أشهر من الحرب في غزة، لم يتمكن النظام الصهيوني من تحقيق النتائج المتوقعة، وهذه القضية زادت من تقويض موقف نتنياهو، خاصة أن الفشل في تبادل الأسرى الإسرائيليين جعل من الصعب على رئيس وزراء إسرائيل مواصلة عمله في الهجوم وكانت قنصلية السفارة الإيرانية في دمشق هي الحل الذي قدمه نتنياهو لإشعال نار الحرب وجلب أمريكا على هذا النحو، لكن نجاح إيران في العمل العقابي ضد النظام الصهيوني غير المعادلة مرة أخرى إلى ما هي عليه الآن حيث يشهد الكيان ضغوطاً متزايدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، حتى من شركاء إسرائيل الغربيين. وفي هذا الصدد، دعا وزير خارجية إيطاليا الذي كان مؤيدا لجرائم النظام الصهيوني، إسرائيل إلى إنهاء عملياتها العسكرية في غزة وأكد أن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار في فلسطين. [5]
المبادرة بيد حماس
حاليا، النظام الإسرائيلي عالق في مأزق حرب غزة، والعملية الناجحة للوعد الصادق جعلت هذا النظام يواجه تحديا خطيرا من كل الإتجاهات. وفي مثل هذا الوضع يحاول نتنياهو استخدام المفاوضات التي تجري بوساطة قطر ومصر وحتى الولايات المتحدة، كذريعة لكسب الوقت من أجل ارتكاب مجازر أخرى في غزة، من أجل إطالة أمد الصراع والحرب والهروب من المحاكمة والمحاسبة داخل الأراضي المحتلة. لكن حماس بادرت وأعلنت أنه في ظل الجرائم التي يرتكبها النظام الصهيوني في غزة، فإنها لن تفتح الباب المفاوضات، و وضعت الوسطاء أمام خيارات الضغط على إسرائيل من خلال تحديد وقت محدد لبدء مفاوضات جادة وملموسة أو يتم إغلاق الملف بشكل كامل. [6]
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال