عندما يتم مناقشة انتهاكات حقوق الإنسان والقمع في مختلف الأوساط العالمية، فإن المملکة السعودیة تتصدر القائمة. ومع صعود ولي عهد السعودي الشاب محمد بن سلمان إلى السلطة، تدهور الوضع بشكل عام. ورغم الإصلاحات الشکلیة التي قام بها الأمير السعودي، خاصة بعد القتل الشنيع لجمال خاشقجي الصحفي المنتقد للنظام السعودي، غير أن القمع أصبح ممارسة شائعة لخنق الأصوات المعارضة في المملكة.
لقد لجأت السلطات السعودية إلى أساليب جديدة ولكنها غير إنسانية لتعذيب السجناء السياسيين من أجل زيادة الضغط علیهم في مراكز احتجاز المملکة. ولا شك أن هذه الأساليب المستخدمة لتعذيب السجناء السياسيين ومحتجزي حرية التعبير غير إنسانية وتتعارض مع جميع مبادئ حقوق الإنسان وقوانينها.
تشير تقارير حقوق الإنسان إلى أن النظام السعودي ينفّذ عدة أساليب لقتل معتقلي حرية التعبير حتى لا يُحاسَب أمام المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان على عمليات القتل المباشر. ومن بين أساليب الاغتيال غير المباشر في السجون السعودية هو التعذيب المنهجي بمختلف الأدوات، بما في ذلك إهمال طبي متعمد وتوزيع الأغذية غير الصحية في سجون المملکة.
إن الطريقة التي يتبعها النظام السعودي لقتل السجناء التدريجي أودت مؤخرا بحياة سجين رأي. وهو موسى القرني، شيخ سلفي سعودي معروف وواحد من آلاف السجناء السياسيين في عهد الملك عبد الله. إنه الضحية الجديدة لتعذيبات النظام السعودي، حمل درجة الدكتوراه في أصول الفقه، وعمل في التدریس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وكان عضوا في هيئة الإغاثة الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي حتى تقاعد بناء على أوامر من الملك السعودي.
وبعد تقاعده، مارس المحاماة والإرشاد والتعليم الديني. وعلى الرغم من أن القرني كان مؤيدا لمواجهة وزارة الداخلية السعودية مع الإسلاميين المتطرفين والجهاديين، وكان قد ذهب إلى باكستان وأفغانستان قبل وأثناء الجهاد الأفغاني ضد السوفييت، (عندما کان الجهادیون مدعومین من قبل السعودیة) و في الوقت نفسه التقی بأسامة بن لادن، غیر أنه بغض النظر عن ماضیه، عندما ذُكر اسمه كموقّع على طلب لإصلاح هيكل الحكومة أصبحت رحلته إلى أفغانستان وعلاقته مع بن لادن جريمة أدت إلی الحکم علیه بالسجن لمدة 20 عاما ومنعه من السفر لمدة 20 عاما، في حين كان في الـ66 من عمره.
وكان القرني، الذي تربطه صلات أيضا بناشط حقوق الإنسان السعودي البارزعبدالله الحامد، قد اُعتقل في عام 2007 مع جماعة جدة الإصلاحية المتکونة من سعود الهاشمي وعبد الرحمن الشميري ومحمد القحطاني وعبد الكريم الخضر. وحكمت عليه السلطات السعودية بالسجن 20 عاما وحظر السفر لمدة 20 عاما بتهم تشمل الإطاحة بالنظام.
في مايو 2018، قال أقارب القرني إنه تعرض لجلطة دماغية ونُقل إلى مستشفى جدة للأمراض العقلية، حيث ظل محتجزا فيه، وأنه منذ عدة أيام، نُشرت أنباء وفاته بسبب معاناة طويلة من المرض وإهمال طبي متعمد في السجون السعودية. وتأتي وفاة القرني في وقت يُثار فیه الكثير من الجدل لدرجة أن منظمات حقوق الإنسان الدولية بعد وفاته انتقدت النهج القمعي الذي اتبعه آل سعود ما أودى بحياة هذا الأكاديمي المعارض، خاصة بعد أن قضى 15عاما من عمره في معتقلات المملكة. واتهمت منظمة”سند” للدفاع عن حقوق الإنسان السلطات السعودية بوفاة القرني في السجون وطريقة القتل التدريجية ضده، والتي تعتبر جريمة بموجب القانون الدولي.
المصدر ؛iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال