وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني
رغم مرور أربعة أشهر على بدء الحرب في غزة، فإن النظام الصهيوني لم يحقق حتى أقل أهدافه حيث إنه يتعرض لضغوط كبيرة من مختلف الجوانب، كما أن الظروف المحلية والدولية المعقدة جعلت من الصعب على هذا النظام مواصلة حربه ضد فصائل المقاومة.
هزيمة الكيان الصهيوني في مختلف المجالات
لقد بدأ النظام الصهيوني الهجوم على غزة لتحقيق عدة أهداف محددة أهمها تدمير حماس وقتل قادتها، وتحرير الأسرى، والسيطرة على غزة، ولكن اليوم وبعد 4 أشهر نرى أن النظام الصهيوني لم يحقق أياً من أهدافه. وفي هذا الصدد، تعترف وسائل الإعلام الدولية بأن إسرائيل لم تقترب حتى من القضاء على حماس، لأن قادة حماس ما زالوا يديرون الحرب داخل غزة، كما أن العملية العسكرية الإسرائيلية لتحرير الأسرى باءت بالفشل التام. وفي الوقت نفسه فقد النظام الصهيوني آلاف الجنود والضباط والقادة في الحرب. وفي هذا السياق اعترف أيضًا أحد ضباط المخابرات الأمريكية السابقين بأن حركة المقاومة الإسلامية حماس انتصرت في الحرب مع إسرائيل في غزة من الناحية العسكرية والسياسية. وفي حديث مفصل للجزيرة نت، ذكر سكوت ريتر أن إسرائيل أدركت أن الاستراتيجية المعتمدة في غزة لم تتمكن من إضعاف حماس عسكريا، لذا فهي تعيد ترتيب أولوياتها بعد هذا الفشل. [1]
طرح خطة جديدة لوقف إطلاق النار في اجتماع باريس
مع اليقين وادراكهم لهزيمة إسرائيل ميدانياً، وعدم تحقيق أي من أهداف هذا النظام في حرب غزة، يرفع الصهاينة ومؤيدوها هذه الأيام علم الهدنة ويستجدون قادة حماس قبول الهدنة.
وأعلن "ماجد بن محمد الأنصاري" المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، الخميس أن إسرائيل وافقت على الخطة التي تمت الموافقة عليها في اجتماع باريس السبت الماضي، وأن الأطراف تنتظر حاليا الموافقة النهائية من حماس. إن خطة وقف إطلاق النار هذه التي تمت الموافقة عليها في اجتماع باريس مع ممثلي الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وقطر ومصر، هي خطة وقف إطلاق النار من ثلاث مراحل، تتضمن المرحلة الأولى منها إطلاق سراح المدنيين مثل النساء والأطفال، كبار السن والمرضى. كما أوضح "ديفيد بارنيا" رئيس الموساد، ممثل الكيان الصهيوني في اجتماع باريس، أنه سيتم في المرحلة الأولى إطلاق سراح 35 أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة من بين النساء والجرحى وكبار السن في قطاع غزة ومقابل الإفراج عنهم يتم وقف إطلاق النار لمدة 35 يوما. وتعني "يوم هدنة مقابل إطلاق سراح أسير". وبعد هذه الـ 35 يومًا، سيتم إجراء فترة تفاوض مدتها أسبوع (بالتزامن مع تمديد وقف إطلاق النار) بشأن إمكانية استكمال المرحلة الثانية من الاتفاق. وتشمل هذه المرحلة إطلاق سراح الشباب وكل من أسرتهم حماس من جنود الصهاينة. وأخيرا، وفي المرحلة الثالثة، يتم تسليم جثث الجنود الإسرائيليين القتلى مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. وبينما يقال إن العمليات العسكرية سيتم تعليقها خلال المراحل الثلاث من التبادل، وقال مصدر مطلع على الأمر لرويترز إنه حتى لو وافقت حماس على الإطار العام للاتفاق، فإن تنفيذه، بما فيه من تفاصيل وترتيبات وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والسجناء، سيستمر طويلاً وقد يكون الأمر صعباً، وقد يستغرق أياماً أو أسابيع. [2]
تنفيذ وقف إطلاق النار بانتظار الموافقة النهائية لحركة حماس
لقد أعلن الكيان الصهيوني أنه سيدمر حماس ويقتل قادتها ومن بينهم يحيى السنوار. وهو الآن ينتظر موافقة السنوار على وقف إطلاق النار.
وتشير الأدلة إلى أن حماس، على عكس النظام الصهيوني، ليست في عجلة من أمرها لتنفيذ وقف إطلاق النار وفقا لبنود اجتماع باريس، بل إن لديها شروطا تجعل تثبيت وقف إطلاق النار مرهونا بتحقيقها. وفي هذا الصدد، أكد أحد قادة حماس أن أي خطة ستطرح يجب أن تتضمن شروط المقاومة. وأكد محمود مرداوي أحد قيادات حركة حماس أن موقفنا واضح تماما وأي خطة واتفاق يجب أن يتضمن وقف الحرب في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية من هذا القطاع وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. وأوضح مرداوي أن موقف النظام الصهيوني من الخطة الجديدة لوقف إطلاق النار غير واضح وغامض. وذكر أن حماس ستراجع الاقتراح الجديد لوقف إطلاق النار وتحدد موقفها ومن ثم تعلن ردها على هذه الخطة. [3]
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال