يوم القدس العالمي في فكر مفجر الثورة الإسلامية 153

يوم القدس العالمي في فكر مفجر الثورة الإسلامية

يوم القدس العالمي هو من أهم الأحداث للمسلمين في العالم التي اطلقها الامام الخميني (قدس) الراحل على آخر جمعة من شهر رمضان الكريم دعما للشعب الفلسطيني المظلوم.
ان القدس هي قبلة المسلمين الاولى والموطن الاصلي لآلاف الفلسطينيين الذين قام الاستكبار العالمي على يد الصهاينة في العام 1948 بتشريد ساكنيها ومن ثم احتلالها. ان هذه المؤامرة ومنذ ايامها الاولى واجهت مقاومة كبيرة بشقيها السياسي والعسكري وقوبلت باحتجاح المسلمين كافة. جعل الشعب الايراني بعد انتصار الثورة الاسلامية قضية تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني اولى مبادئه وفي كل عام يحيي الايرانيون يوم القدس العالمي ويرفعون شعارات مناهضة للاستكبار والاحتلال الصهيوني.

الاعلان عن يوم القدس العالمي من جانب الإمام الخميني (قدس) في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، بشّر بحركة مختلفة لتصحيح مسار نضال الشعب الفلسطيني. ويكفي أن نلقي نظرة إلى النداء الذي أطلقه سماحة الإمام الخميني (قدس) بهذه المناسبة لنتعرف على أهمية رؤية الإمام في هذا المجال: فيقول ادعو عامة المسلمين في العالم والدول الإسلامية، للتضامن والتكاتف والتآزر من أجل قطع دابر هذا الكيان الغاصب وحماته.. انني أدعو المسلمين كافة إلى اعلان آخر جمعة من شهر رمضان، التي هي من أيام القدر ومن الممكن أن تكون حاسمة في تعيين مصير الشعب الفلسطيني، يوماً للقدس، وان يحتفلوا به ويعلنوا عن تضامن المسلمين الدولي في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المسلم.

في الحقيقة ان النضال ضد الصهيونية لاسيما “الكيان المؤقت”، شكل أحد الأركان الرئيسية لفكر الإمام الخميني (قدس) السياسي. وأن ما يكتسب أهميته في هذا المجال هو اهتمام الإمام الخميني (قدس) الخاص بالجانب المشترك في رؤية المفكرين الأحرار بالعالم ومن مختلف التيارات.

وأن مثل هذا الجانب، الذي يتخطى الرؤية الدينية – القومية، يمهد الأرضية اللازمة لمزيد من التأمل في ابعاد القضية الفلسطينية والخوض في أعماقها، وبالتالي المزيد من الإنسجام ووحدة الكلمة داخل المجتمع الإسلامي، فضلاً عن تصالح المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية. إذ يقول سماحة الإمام: (يوم القدس يوم عالمي، يوم لا يختص بالقدس فقط…)

يوم القدس يوم الحكومة الاسلامية

ومما جاء في كلام الإمام (قدس) حول هذا الموضوع: “يوم القدس يوم عالمي، ليس فقط يوماً خاصاً بالقدس، انه يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين”.

ويقول الإمام الخميني (قدس): “انه يوم مواجهة الشعوب التي عانت من ظلم أمريكا وغيرها للقوى الكبرى”. ويقول أيضاً في السياق ذاته: “انه اليوم الذي يجب أن يتجهّز فيه المستضعفون في مقابل المستكبرين ليمرغوا أنوف المستكبرين في التراب”.

يوم القدس يوم احياء الاسلام

يقول الإمام الخميني (قدس): “يوم القدس، يوم الإسلام، يوم القدس، يوم يجب فيه إحياء الإسلام وتطبيق قوانينه في الدول الإسلامية، يوم القدس، يجب أن تحذر فيه كل القوى من أن الإسلام لن يقع بعد الآن تحت سيطرتهم وبواسطة عملائهم الخبثاء”.

يوم البرائة من المستكبرين وصحوة المسلمين

“يوم القدس يوم عالمي، ليس فقط يوماً خاصاً بالقدس، انه يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين”. ويضيف “انه يوم مواجهة الشعوب التي عانت من ظلم أمريكا وغيرها للقوى الكبرى”. وكذلك فانه يوم يجب توجيه التحذير فيه لكل القوى الكبرى بوجوب رفع يدها عن المستضعفين ويوم تثبيت حق المستضعفين في الوجود والحياة والحضور والتأثير على ساحة وميدان الحياة الدنيا ولعلنا يمكن ان نستذكر بعض ما قاله الامام في هذا اليوم. “يوم القدس، يوم يجب أن تتحدد فيه مصائر الشعوب المستضعفة، يوم يجب فيه أن تعلن الشعوب المستضعفة عن وجودها في مقابل المستكبرين”. “يوم القدس يوم يجب أن نخلّص فيه كل المستضعفين من مخالب المستكبرين، يوم يجب أن تعلن كل المجتمعات الإسلامية عن وجودها وتطلق التحذيرات إلى القوى الكبرى”.

وفي هذا المعنى يقول الإمام الخميني (قدس): “يوم القدس، يوم الإسلام، يوم القدس، يوم يجب فيه إحياء الإسلام وتطبيق قوانينه في الدول الإسلامية، يوم القدس، يجب أن تحذر فيه كل القوى من أن الإسلام لن يقع بعد الآن تحت سيطرتهم وبواسطة عملائهم الخبثاء”.

ويقول (قدس): “يوم القدس، يوم حياة الإنسان، يجب أن يصحو جميع المسلمين وان يدركوا مدى القدرة التي يمتلكونها سواء المادية منها أم المعنوية”.

“إنني اعتبر يوم القدس يوماً للإسلام ويوماً لرسول الله (ص) ويوم يجب أن نجهّز فيه كل قوانا لإخراج المسلمين من العزلة”.

يوم القدس هو يوم الإسلام

بعد رمزيته العالمية والإنسانية، تأتي الرمزية الدينية للقدس، كتعبير عن مكانة الإسلام كدين الهي يريد أن يصلح العالم وان يرفع الظلم ويقيم العدل، وأحد الرموز الفعلية لذلك هو القدس وما تدل عليه في عملية إحيائها وتحريرها كعملية لإحياء الدين وإقامته ونشره.

يوم القدس يوم اتحاد المسلمين

“إن يوم القدس، يوم يجب أن يلتفت فيه كل الشعوب المسلمة إلى بعضه ، وان يعمل على إحياء هذا اليوم، فلو انطلقت الضجة من كل الشعوب الإسلامية في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك الذي هو يوم القدس ولو نهضت كل الشعوب وقامت بنفس هذه التظاهرات ونفس هذه المسيرات، فان هذا الأمر سيكون مقدمة إن شاء الله للوقوف بوجه هؤلاء المفسدين والقضاء عليهم في جميع أرجاء بلاد الإسلام”.

ويقول أيضا: “آمل أن يعتبر المسلمون يوم القدس يوماً كبيراً وأن يقيموا المظاهرات في كل الدول الإسلامية في يوم القدس، وأن يعقدوا المجالس والمحافل ويرددوا النداء في المساجد”.

وقال (قدس): “لو أن كل المسلمين في العالم خرجوا يوم القدس من بيوتهم وصرخوا (الموت لأمريكا، الموت لـ “الكيان المؤقت”) فإن قولهم هذا سوف يجلب الموت له”.

يوم القدس هو محطة ومناسبة لتجميع المستضعفين وتوحيد كلمتهم بما يمكن أن يؤسس لحزب المستضعفين. وفي هذا المجال يقول الإمام الخميني: “لقد كان يوم القدس يوماً إسلامياً، ويوماً للتعبئة الإسلامية العامة، وآمل أن يكون هذا الأمر مقدمة لتأسيس حزب للمستضعفين في كل أنحاء العالم، وأتمنى أن يظهر حزب باسم المستضعفين في العالم”.

 

المصدر: الوفاق

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال