يوم القدس العالمي في مرآة أفكار الإمام الخميني رحمة الله عليه 19

يوم القدس العالمي في مرآة أفكار الإمام الخميني رحمة الله عليه

قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، و بالرغم من كل كفاح الشعب الفلسطيني لتحرير وطنه من احتلال الكيان الصهيوني ، فإن جهودهم في هذا الصدد لم تسفر عن الكثير من النتائج . من الأسباب الرئيسية لهذه الإخفاقات هو عدم الحصول على دعم ومساعدة مادية وروحية خارجية ، بالإضافة إلى الانقسام والتشرذم بين الدول الإسلامية والعربية في الوقوف إلى جانب الجماعات الفلسطينية المسلحة ، و أيضاً الدعاية والدعم واسع النطاق من الدول الأوروبية والولايات المتحدة للكيان الصهيوني ، وأخيراً الضعف العقائدي والفقر الفكري للمقاتلين الفلسطينيين بالإضافة إلى المشاكل التنظيمية وعدم حشد القوات الشعبية . كل هذه الأمور أدت إلى ظهور وهم مناعة إسرائيل و التي كانت تخترق ببطء أذهان بعض العرب ، إلى جانب توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين الكيان الصهيوني ومصر عام 1979 والتي تسببت في زيادة اليأس من تحرير فلسطين .

أدى انتصار الثورة الإسلامية إلى تغيير جذري في معادلات المنطقة ، خاصة في معادلة القضية الفلسطينية ، حتى تغير الوضع تماما لصالح الشعب الفلسطيني المظلوم . الدعم الشامل من الجمهورية الإسلامية و توفير الموارد المادية اللازمة للمقاتلين الفلسطينيين و رعايتهم فكريا وعقائديا إلى الحد الذي همّش المفاهيم الخاطئة اليسارية والماركسية .

في غضون ذلك ، يمكن اعتبار أهم عمل لإيران في مجال العمل الفعال لتحرير فلسطين هو تسمية الإمام الخميني اليوم العالمي للقدس ، مبادرة الإمام الخميني أضاءت نور الأمل في نفوس الفلسطينيين المظلومين وجعلت الملايين من النازحين والمسلحين أكثر تصميماً على مواجهة مؤامرات الكيان المحتل و الامريكيين.

كانت قضية فلسطين ومسألة تحريرها وقيمة يوم القدس في غاية الأهمية بالنسبة له وقد ناقشها مرارًا في خطاباته ، فقال في أحد تصريحاته حول أهمية هذا الموضوع: “يوم القدس ليس يوم فلسطين فقط ، إنه يوم الإسلام . إنه يوم الحكم الإسلامي . إنه يوم يجب أن يرفع فيه علم الجمهورية الإسلامية في جميع البلدان. إنه يوم نوضح للقوى العظمى أنه لم يعد بإمكانها التقدم في البلدان الإسلامية . أعتبر يوم القدس هو يوم الإسلام ويوم الرسول الكريم ، وهذا هو اليوم الذي يجب أن نجهز فيه كل قواتنا ، ويخرج فيه المسلمون من العزلة التي كانوا فيها لمواجهة الغرباء و المحتلين بكل قوتهم . » (صحیفه امام ، ج 9 ، ص: 278) [2]

ما هو مؤكد هو أن معرفة أعداء العالم الإسلامي ترفع من مكانة المسلمين ، وقد عرف الإمام الخميني (ره) العدو الأول للعالم الإسلامي بالحدة والبصيرة واليقظة التي تمتع بها ، ووصف الكيان الصهيوني المغتصب بأنه غدة سرطانية بإعلان اليوم العالمي للقدس ، وكشف الوجه الشرير لهذا الكيان في المجتمع الدولي وبين الدول الحرة . كما اتخذ الخطوة الأولى والأكثر فاعلية نحو تحرير القدس الشريف.

فكر الإمام الخميني ومبادرته التي أدت إلى الوحدة أثناء النضال ضد الصهاينة وتأييد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للنضال الشعبي للشعب الفلسطيني ضد المحتلين الإسرائيليين ، تسبب في تدفق دماء جديدة في عروق المقاتلين الفلسطينيين ، وسيستمر نضالهم لبعض الوقت الأمر الذي أجبر هذا الكيان سيئ السمعة على التراجع في كثير من الحالات والاستسلام مما حقق لهم انتصارات ثمينة .

مصدر :iuvmpress.news

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال